الاخبار

ما أهمية جولة رئيس وزراء فيتنام الخليجية؟

زيارة تشينه إلى الإمارات وقطر تعدّ الأولى على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وأول زيارة على الإطلاق إلى السعودية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1999. 

تكشف زيارة رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، إلى أبوظبي والرياض والدوحة، عن انفتاح واسع للعلاقات بين فيتنام ومنطقة الخليج، مما يدفع إلى تعزيز الاستثمارات الخليجية في شرق آسيا.

زيارة تشينه إلى الإمارات وقطر تعدّ الأولى على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وأول زيارة على الإطلاق إلى السعودية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1999. 

وتأتي هذه الزيارة بدعوة من رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

البداية في أبوظبي

زيارة تشينه الخليجية بدأت الأحد (27 أكتوبر 2024) استهلها في أبوظبي، وعلى هامشها أبرمت الإمارات وفيتنام اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة.

وقال رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة له عبر منصة “إكس”، معلقاً على اتفاقية الشراكة: “فيتنام من أسرع الدول نمواً في القارة الآسيوية ونحن الشريك التجاري الأكبر معهم في المنطقة”، مضيفاً “تجارتنا غير النفطية معهم بلغت أكثر من 12 مليار دولار في 2023”.

وتعدّ فيتنام أكبر شريك تجاري غير نفطي للإمارات في رابطة دول جنوب شرقي آسيا “آسيان”.

وبلغت التجارة البينية غير النفطية قرابة 6.1 مليارات دولار، خلال النصف الأول من 2024، بنمو بلغ 9%، مقارنة بنفس الفترة من 2023، وبنسبة 38% بين العامين 2022 و2023.

صناديق الاستثمار السعودية

بعد الإمارات زار تشينه السعودية وشارك في مؤتمر مبادرة “مستقبل الاستثمار”، والتقى على هامش المؤتمر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

خلال زيارته الرياض استقبل رئيس الوزراء الفيتنامي وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، ووفقاً لوكالة أنباء فيتنام الرسمية، أكد فام مينه تشينه أن فيتنام تولي أهمية كبيرة لتوسيع التعاون الاستثماري مع منطقة الشرق الأوسط، والتي تعد السعودية واحدة من أبرز نقاط التركيز فيها.

وطلب تشينه خلال اللقاء من الوزير، الاهتمام بتعزيز المفاوضات السريعة حول اتفاقية حماية الاستثمار بين البلدين، والعمل على تبادل الخبرات لخلق بيئة استثمارية مواتية ومتساوية وجذابة.

كما دعا أيضاً لمشاركة صناديق الاستثمار السعودية في تنفيذ المشاريع الرئيسية الفيتنامية، بما في ذلك بناء مركز احتياطي وتوزيع المنتجات البترولية على جنوب شرق آسيا في فيتنام وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة.

بدوره قال الوزير خالد الفالح، إن فيتنام مكان مستقر وجذاب للمستثمرين للقيام بأعمال تجارية على المدى الطويل.

كما أوضح أن الوكالات والشركات السعودية أبدت استعدادها للمناقشة الفعالة مع الوكالات والشركاء الفيتناميين، لتسريع تقدم المفاوضات وتوحيد وثائق التعاون وتنفيذ المشاريع في المجالات التي تشمل بناء مركز لتخزين وتوزيع المنتجات البترولية.

جذب الاستثمارات القطرية

الزيارة الثالثة والأخيرة لرئيس وزراء فيتنام، أجراها إلى الدوحة والتقى مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ونقلت وزارة خارجية فيتنام، عن سفير قطر لدى فيتنام خالد علي عبدالله آبل، قوله إن زيارة رئيس الوزراء الفيتنامي “تعكس تحولاً نحو تعزيز العلاقات بين البلدين”.

وأضاف السفير أن “قادة البلدين يريدون تبادل رؤية مشتركة ويرغبون في تطوير العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى بما يتناسب مع إمكاناتهم ومكانتهم”. 

كما أشار إلى أن “قطر بمواردها المالية والتكنولوجيا المتصلة عالمياً، وفيتنام بقدرتها الاقتصادية ومواردها الطبيعية ومزاياها الجغرافية وموقعها في سلسلة التوريد العالمية، يمكن أن تحقق منافع اقتصادية كبيرة لكلا البلدين”.

وزاد أيضاً: “يمكن أن تصبح قطر بوابة فيتنام إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويمكن أن تكون فيتنام بمثابة جسر لقطر إلى منطقة آسيا وتايلاند. بينه دونج”.

إمكانيات فيتنام 

  • تملك فيتنام موارد طبيعة شديدة الأهمية أهمها الفوسفات، البوكسيت، الفحم، المنغنيز، بالإضافة إلى الثروة المائية والزراعة. 

  • شهدت في السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً جعلها واحدة من أبرز المراكز العالمية للتصنيع.

  • اجتذبت استثمارات ضخمة في قطاعات مثل الإلكترونيات، والمنسوجات، والسيارات.

  • نما الناتج المحلي الإجمالي 5.05% خلال عام 2023، حيث يمثل التصنيع ربع الناتج المحلي الإجمالي في البلاد.

  • توقع تقرير صدر عن شركة معلومات الثروة العالمية “New World Wealth” وشركة الاستشارات العالمية Henley & Partners، أن تشهد فيتنام، زيادة في الثروة بنسبة 125% خلال الأعوام العشرة المقبلة، ليكون ذلك أكبر توسع في ثروة أي بلد من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وعدد أصحاب الملايين.

فرصة للتوسع الخليجي بآسيا

الخبير الاقتصادي أحمد عقل الذي تحدث لـ”الخليج أونلاين” أكد أن توطيد العلاقات مع فيتنام يصب في صالح الوجود الخليجي بشرق آسيا، موضحاً:

  • مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع فيتنام تفتح فرص جديدة للاستثمارات وفتح أسواق جديدة للخليج وتبادل الخبرات والثقافات والاستفادة من الثروات والإمكانيات في فيتنام.

  • هذا التعاون يسرع من عملية النمو لفيتنام عبر الخبرات والاستثمارات الخليجية خاصة في مجال الطاقة والغاز، خاصة الطاقة البديلة.

  • القارة الآسيوية سوق مهم جداً لدول المنطقة خاصة المصدرة للطاقة حيث أن معظم الإنتاج يذهب لقارة آسيا، لذلك يعزز تمتين العلاقات مع فيتنام من فرص الوجود الخليجي بآسيا.

  • موقع فيتنام يعد مهماً جداً للعمل وهناك حديث عن استثمارات في مجالات الطاقة وتخزينها لإعادة نقلها للدول المحيطة بفيتنام.

  • تحتل فيتنام مراكز متقدمة في احتوائها وإنتاجها على بعض المعادن مثل المغنيسيوم والفوسفات وغيرها بالإضافة إلى شهرتها بالزراعة لا سيما محاصيل مهمة مثل الأرز والذرة؛ ما يجعل الفرصة سانحة لدول الخليج للاستثمار في المعادن والصناعة والزراعة. 

  • اليد العاملة وفرص الاستثمار والأعمال والأراضي والرسوم ما زالت جيدة للاستثمار بفيتنام ما يجعل الاستثمار مثمراً.

  • هناك نمو متزايد في الناتج المحلي الفيتنامي وهو بحاجة لتطوير وتكنلوجيا جديدة والمستثمرون الخليجيون قادرون على تحقيق هذه المعادلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى