مع اشتداد الحصار والقتل.. أزمة عطش تضرب شمال قطاع غزة
يعاني سكان قطاع غزة بشكل عام وشماله من نقص في المياه جراء استهداف جيش الاحتلال لغالبية مياه الشرب والخزانات الخاصة بالبلديات، وتجريف خطوط المياه التي تصل إلى منازل السكان.
على مدار 25 يومًا يحاول الخمسيني أحمد حلاوة وهو أحد سكان شمال قطاع غزة الحصول على مياه صالح للشرب لتوفيرها لعائلته الذي لم تعتمد على مياه ملوثة في الشرب، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي للمنطقة التي يقطنون بها.
تعد عائلة ظاهرة حلاوة من آلاف العائلات التي لا تزال موجود في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون في شمال قطاع غزة وترفض النزوح منها والخروج والاستجابة لأوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويعاني سكان قطاع غزة بشكل عام وشماله من نقص في المياه جراء استهداف جيش الاحتلال لغالبية مياه الشرب والخزانات الخاصة بالبلديات، وتجريف خطوط المياه التي تصل إلى منازل السكان.
لتر واحد فقط
يقول حلاوة في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “يتوفر لتر واحد من المياه المالحة أي غير صالحة للشرب في منزلنا نحصل عليه كل يوم، من خلال جيراننا الذي يتوفر لديهم بئر زراعي ولكن مياهه مالحة بشكل بكير وغير صحية”.
يضيف أيضاً: “لا أترك أي محاولة من أجل الحصول على مياه صالحة للشرب من خلال الذهاب والمخاطرة بحياتي إلى محطة تحلية المياه الوحيدة الموجودة في شمال قطاع غزة ولكنها مغلقة بسبب عدم توفر الوقود لها”.
كما يوضح حلاوة أنه لا يزال يعيش في جباليا شمال قطاع غزة، رغم اشتداد القصف الإسرائيلي وارتكاب الاحتلال مجازر مروعة.
أيضاً، تعاني عائلة خالد صالح نفس معاناة حلاوة، حيث لا تتوفر مياه صالحة للشرب لدى العائلة بسبب الحصار الإسرائيلي استهداف الاحتلال للآبار الزراعية.
يقول صالح الموجود في جباليا شمال قطاع غزة لـ”الخليج أونلاين”: “نعيش أيام من الجحيم بفعل عدم توفر مياه صالحة للشرب، والمخاطر بحياتنا من أجل الحصول على لتر واحد من مياه مالحة”.
كما يوضح أن “الحصار الإسرائيلي اشتد على شمال قطاع غزة ولا يسمح بإدخال الوقود من أجل تشغيل الآبار الجوفية ومحطة تحلية المياه الموجودة في الشمال”.
تحذير أممي
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) حذرت في بيان لها منتصف الشهر الجاري، من أن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يواجهون خطر نفاد المياه، بشكل أصبح يهدد حياتهم.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا إن “المياه أصبحت مسألة حياة أو موت. من الضروري أن يتم توصيل الوقود إلى غزة لتوفير المياه لمليوني شخص”.
وأشارت الوكالة الأممية إلى عدم السماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة منذ أسبوع، وقالت إن المياه النظيفة تنفد من القطاع بعد توقف عمل محطة المياه وشبكات الماء العامة.
كما ذكرت أن الناس يُضطرون الآن إلى استخدام مياه غير نظيفة من الآبار بما يزيد مخاطر انتشار الأمراض المنقولة عبر الماء.
وأشارت الوكالة إلى انقطاع الكهرباء عن غزة منذ 11 أكتوبر بما أثر على إمدادات المياه، كما تنفد المياه أيضاً من قاعدة الأمم المتحدة جنوبي قطاع غزة، التي نقلت وكالة الأونروا عملياتها إليها ويحتمي بها الآن الآلاف، بعد أن أصدرت “إسرائيل” إنذاراً للسكان طالبتهم فيه بترك بيوتهم في الأجزاء الشمالية من القطاع.
كما شدد لازاريني “على الحاجة إلى إدخال شاحنات الوقود إلى غزة الآن” وقال: “إن الوقود هو السبيل الوحيد لتوفير مياه الشرب الآمنة للناس، وبدون ذلك فسيموتون من الجفاف الحاد، ومن بينهم أطفال صغار وكبار في السن ونساء”.
وبحسب تقرير مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية، في يونيو الماضي، أدت الحرب على القطاع منذ أكتوبر 2023، إلى انخفاض حصة الفرد الواحد من المياه في غزة إلى ما بين 3-15 لتراً يومياً أي بنحو بنسبة 97%، مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لتراً للفرد يوميا خلال العام 2022.
كما قدرت سلطة المياه الفلسطينية أن نحو 4% فقط من سكان القطاع كانوا يحصلون على مياه غير ملوثة، لكن مع نقص الوقود الذي يعيق تشغيل مرافق المياه الأساسية فإن أغلبية سكان غزة باتوا عاجزين عن الحصول على مياه الشرب الآمنة.
وتعمل اليوم محطة تحلية المياه الوحيدة بقدرة لا تتجاوز الـ5% فقط، مما يؤكد خطورة الأزمة، مع الإشارة إلى أن القطاع يعتمد بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية والسطحية وتبلغ نسبتها 75.7% من مجمل المياه المتاحة.