الاخبار

شتاء غزة.. نازحون بملابس خفيفة وخيام مهترئة وليالٍ ثقيلة

 

لا يتوقف النازح في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة محمد خليفة، عن البحث في شوارع مدينة خان يونس المدمرة سعياً لشراء ملابس شتوية لأطفاله الخمسة من أجل تدفئتهم خلال فصل الشتاء، الذي دخل القطاع مبكراً، وبدأ البرد يتسلل إلى خيمهم.

لم ينجح خليفة في الوصول لمراده أو العثور على أي نوع من الملابس الشتوية، وهو ما يجعل أطفاله يدخلون فصل الشتاء بملابس الصيف التي جلبوها معهم من منزلهم خلال نزوحهم من بيت حانون شمال قطاع غزة.

يعد خليفة واحد من مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في غزة الذين يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة داخل خيامهم بسبب الحصار المطبق لجيش الاحتلال، وعدم سماحه بإدخال خيام جديدة، أو إنهاء العدوان، أو إدخال احتياجات سكان القطاع.

إلى جانب عدم توفر ملابس شتوية للنازحين في غزة، أظهرت الأمطار التي هطلت على القطاع عيوب الخيام وعدم قدرتها على حماية القاطنين فيها، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية تنتظر آلاف النازحين.

الخيام تُغمر

وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن حوالي 1.9 مليون شخص في غزة، أي تسعة من كل عشرة، يعانون من النزوح الداخلي، وتشير إلى أن المياه تتدفق عبر المخيمات المكتظة، مما يغمر الخيام المؤقتة.

وأكدت “أونروا” في 23 أكتوبر أنها تواجه صعوبات كبيرة في إدخال المواد الضرورية لفصل الشتاء إلى الأهالي، وطالبت بفتح المزيد من المعابر إلى قطاع غزة.

كما سبق أن حذر برنامج الغذاء العالمي من أن اقتراب فصل الشتاء سيزيد من صعوبة توصيل الإمدادات الإنسانية الضرورية للنازحين، خاصة مع تدهور حالة الطرق.

يقول خليفة لمراسل “الخليج أونلاين”: “حين خرجنا من منازلنا ونزحنا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، لم نأخذ الكثير من احتياجاتنا اعتقادناً بأن الحرب لن تطول وسنعود إلى مكان سكننا بعد فترة قصيرة ولكن الحرب طالت ولم تنتهي بعد ودخلت عامها الثاني”.

ويضيف خليفة: “تبدلت فصول السنة علينا ونحن في الخيام، وأطفالي الخمسة بحاجة إلى ملابس شتوية من أجل تدفئتهم، ولا يتوفر لديهم أي شيء إلا ملابس الشتاء، والأسواق والمحلات خالية من جميع الملابس لأن خان يونس مدمرة بشكل شبه كامل”.

ووصل الأمر إلى دخول مياه الأمطار بخيمته في مواصي خان يونس، مقابل ارتفاع أسعار شوادر النايلون لصيانتها وحمايتها من دخول الأمطار.

كحال خليفة، لا يتوفر لدى عائلة محمد العطار ملابس شتوية لتدفئة أبنائها خلال فصل الشتاء، حيث يقول لـ”الخليج أونلاين”: “نتواجد في منطقة ساحلية جنوب قطاع غزة قريبة من البحر، وليالي تلك المنطقة باردة جداً والأغطية الموجود لا تشكل تدفئة لأطفالي الستة، ولا ملابس ثقيلة أو شتوية لدينا”.

يوضح العطار أن البرد يضربه مع أطفاله في ظل عدم وجود أي ملابس شتوية في الأسواق، إضافة إلى عدم وجود أي معونات من قبل المؤسسات الإغاثية والدولية تتعلق بالشتاء والتدفئة.

يخشى العطار من الأيام القادمة خاصة مع ازدياد حالة البرد واشتداد الشتاء يوماً بعد الآخر، في ظل عدم توفر مقومات مواجهة هذا الفصل وحمايته عائلته من الليالي الصعبة التي تنتظرهم.

كذلك، يؤكد النازح أحمد قديح أن خيام النازحين مهترئة وتغرق كل مرة تهطل فيه الأمطار لأنها من النايلون والبلاستيك الضعيف ومر على إنشائها أكثر من عام.

يقول قديح لـ”الخليج أونلاين”: “حين هطلت الأمطار في الأيام الماضية غرقت الخيام والنازحين بداخلها وأنا منهم أيضاً، وجلسنا أمامها لأكثر من ساعة وعدنا بعد توقف المطر”.

يوضح النازح قديح أن “حياة النازحين في الخيام خلال الشتاء تعد ثقيلة عليهم وغير إنسانية؛ لأن تلك الخيام بحاجة إلى تغيير أو عودة الناس لمنازلهم”.

كارثة إنسانية

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد أن عدد النازحين في تزايد مستمر خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث وثق وجود 543 مركز إيواء ونزوح في جميع أنحاء القطاع الذي أصبح على حافة كارثة إنسانية حقيقية مع قدوم الشتاء، إذ سيصبح ما يقرب من مليوني شخص بلا مأوى.

وأوضح المكتب في تقرير له وصل “الخليج أونلاين” نسخة منه، أن التقييم الميداني للحكومة يشير إلى أن أكثر من 100 ألف خيمة في غزة غير صالحة للسكن الآدمي نتيجة التآكل والتلف، خاصة أن معظم الخيام مصنوعة من البلاستيك والأقمشة المهترئة.

وبين أن الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال 250 ألف خيمة إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع المرير.

وناشد الدول العربية والإسلامية ومجلس التعاون الخليجي إدخال المساعدات والخيام لـ2 مليون نازح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى