الاخبار

سيناريوهات رد الفعل الإيراني على الهجوم الإسرائيلي

– إيران ترقبت على مدار 25 يوماً الهجوم الإسرائيلي الذي كان متوقعاً أن يستهدف مواقع مهمة داخل أراضيها
– الرد الإسرائيلي جاء ضعيفاً ولم تظهر أدلة على تشكيلة ضرراً على الاقتصاد الإيراني
– من المستبعد أن تتسع دائرة الصراع بالمرحلة الحالية بين طهران وتل أبيب إلى الحرب الشاملة

بعد 25 يوماً من تهديدات تب أبيب بشن هجوم انتقامي تستهدف فيه إيران، رداً على الهجوم الإيراني على “إسرائيل” مطلع أكتوبر الجاري، جاء الرد الإسرائيلي ضعيفاً ولم تظهر أدلة على تشكيله ضرراً على الاقتصاد الإيراني بحسب ما كانت تشير التوقعات.

قبل ساعات من بدء الهجوم الذي شنته “إسرائيل” في وقت مبكر من السبت (26 أكتوبر الجاري)، كانت التوقعات تقترب كثيراً من بدء الهجوم.

خلال الـ24 ساعة الماضية، توقفت الملاحة في الأجواء العراقية والإيرانية، وأرسلت واشنطن سرب طائرات ” إف-16″ المتمركز بألمانيا، إلى منطقة عمليات القيادة الوسطى في الشرق الأوسط، بحسب بيان قيادة الجيش الأمريكي.

وأعلنت تل أبيب إن سلاح الجو الإسرائيلي أكمل استعداداته لشن هجوم على إيران.

ووسط كل هذه التصعيدات كانت إيران تترقب الهجوم الإسرائيلي الذي كان متوقعاً أن يستهدف مواقع مهمة داخل أراضيها، وأمرت بوضع قواتها في “حالة تأهب قصوى” من أجل الاستعداد للحرب، وأيضاً “محاولة تجنبها”، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.

تفاصيل من الهجوم

بدأ الهجوم الإسرائيلي على إيران قبيل الساعة الثانية فجراً بتوقيت طهران، وبعد ساعات قليلة أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الهجوم، مؤكداً أنه حقق أهدافه.

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن الهجوم قال الجيش الإسرائيلي:

  • “إسرائيل” تتمسك بالحق والواجب في حماية مواطنيها إذا واصل النظام الإيراني هجماته.

  • قمنا بشن هجمات على أهداف عسكرية محددة بنجاح، شملت مواقع إنتاج صواريخ.

  • الهجوم على إيران حقق جميع أهدافه، وسنرد إذا ما قامت إيران بتصعيد جديد.

  • تنفيذ الهجوم تم بتوجيه من المستوى السياسي رداً على هجمات النظام الإيراني ضد “إسرائيل” ومواطنيها.

  • جميع طائراتنا التي نفذت الهجوم على إيران عادت إلى قواعدها بسلام.

القناة 13 العبرية عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي: مئات من طائرات سلاح الجو شاركت في الهجوم الذي كان طويلاً.

وجاء في التصريحات الإيرانية رداً على ذلك:

  • وكالة تسنيم: ادعاء الجيش الإسرائيلي استهداف 20 موقعاً في إيران غير حقيقي والأهداف أقل من ذلك بكثير، و”إسرائيل” تسعى لتضخيم حجم هجومها الضعيف.

  • الدفاعات الجوية الإيرانية: الهجوم استهدف مواقع عسكرية بمحافظات طهران وخوزستان وعيلام، وأسفر عن أضرار محدودة.

  • إعلام إيراني: الهجوم نفذ بأجسام طائرة صغيرة وأحبط بنجاح.

  • إعلام إيراني: لا يمكن تجاهل العدوان الإسرائيلي بغض النظر عن ضعفه وسعي “إسرائيل” لتضخيمه.

  • الجيش الإيراني: مقتل اثنين من جنودنا خلال التصدي للهجوم.

تحذيرات مسبقة

يتضح من خلال تصريحات الجانبين، ووالصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها وسائل الإسلام ومواقع التواصل في إيران أن الهجوم لم يكن تأثيره كبيراً، ونتائجه متواضعة قياساً مع الحملة الإعلامية التي أطلقتها “إسرائيل” قبل تنفيذه.

ويأتي تبرير ذلك بما ذكره موقع “أكسيوس” الأمريكي، الذي قال نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة إن “إسرائيل” أرسلت رسالة إلى إيران يوم الجمعة قبل غاراتها الجوية الانتقامية محذرة الإيرانيين من الرد.

وأوضح أن التحذير جاء في محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين الجانبين ومنع تصعيد أوسع، كما أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” ذلك، مشيرة إلى أن التحذير تضمن تأكيداً بأن “إسرائيل” ستضرب بشكل أقوى إذا ردت إيران.

وقال الموقع إن مصادر قالت لها إن الرسالة الإسرائيلية نقلت -خلف الكواليس- إلى الإيرانيين من خلال عدة أطراف ثالثة، وقال أحد المصادر “إن الإسرائيليين أوضحوا للإيرانيين مسبقاً ما الذي سيهاجمونه بشكل عام وما الذي لن يهاجموه”.

وقال مصدران آخران إن “إسرائيل” حذرت الإيرانيين من الرد على الهجوم، وهددت بأنها ستنفذ هجوماً آخر أكثر أهمية إذا ردت إيران، وخاصة إذا قتل أو جرح مدنيون إسرائيليون.

الأجواء آمنية 

منذ الصباح وبعد ساعات قليلة من إعلان “إسرائيل” انتهاء الهجوم الجوي، تأكد أن الأجواء في المنطقة أصبحت آمنة، وأعلنت بغداد وطهران استئناف حركة الطيران في إيران والعراق، بعد توقف مؤقت.

لكن هذه الأجواء ما زالت غير مطمئنة لشركات طيران حيث قالت شركة “طيران الإمارات” في بيان لها، إنها ألغت رحلاتها من وإلى بغداد وإيران حتى 30 أكتوبر الجاري. 

وأعلنت شركة “فلاي دبي” أنها ألغت، رحلاتها إلى كل من الأردن وإيران والعراق و”إسرائيل”، وذلك كإجراء احترازي، مع تحويل بعض الرحلات الأخرى. 

وقالت مصر للطيران إنها ألغت جميع رحلاتها إلى بغداد وأربيل لحين استقرار الوضع، بالإضافة غلى إلغاء رحلة مصر للطيران رقم MS719 المتجهة إلى العاصمة الأردنية عمان.

ضربة متفق عليها

التصريحات المتبادلة، والتأكيد الإيراني على الأثر المحدود للضربة، كلها مؤشرات على وجود نية لدى “إسرائيل” وإيران لإنهاء سجال الضربات عند هذا الحد، وهذا ما ذهب إليه الباحث أول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.

وأوضح مكي في تصريح لـ”الخليج أونلاين”، أنه “ليس من المتوقع أن تقوم إيران الآن بمهاجمة المصالح أو ما يبدو من مصالح إسرائيلية في المنطقة، على الأقل في هذه المرحلة، لافتاً إلى أن طبيعة الضربة الإسرائيلية كانت محسوبة، ومتفق عليها بشكل عام”.

وأشار مكي إلى أن حديث إيران عن عدم وجود خسائر كبيرة أو مهمة، يؤشر إلى رغبة طهران في تجاوز الضربة أو عدم الرد عليها، وبالتالي إنهاء هذا التبادل للضربات بين الطرفين.

وأضاف: “أظن أن هذا كان متفق عليه من البداية، مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام، ومع الوسطاء”.

وتابع: “لا أظن أن إيران ستقوم بأي تصرف يستفز إسرائيل في هذه المرحلة، إلا من خلال المليشيات أو عبر وكلائها في المنطقة، لكن المؤكد أنها لن تقوم بأي عمل يستفز تل أبيب”.

علاقة براجماتية

ويرى مكي أنه بالرغم مما يبدو صداماً حالياً إلا أن العلاقة بين إيران و”إسرائيل” براجماتية حتى في هذه المرحلة.

ويقول: “هذا النمط من التفاهم، معروف وهذه ليست المرة الأولى التي يتبادل بها الطرفان طبيعة الرد، والرد المضاد، وحتى الضربة الإيرانية والثانية كان أيضاً متفق عليها”.

ويضيف: “الوصول إلى حرب تدميرية أمر غير مرغوب به من الجانبين، حتى الآن، لأن “إسرائيل”، منشغلة حالياً بالحرب في غزة ولبنان، وفتح جبهة جديدة في إيران، سيكون استنزاف كبير لها لن تقدر عليه”.

ويتابع: “إيران من جانبها لا تريد ذلك، إيران هدفها الأساسي من الحرب، ومن الوكلاء، هو حماية النظام في طهران”.

ويستبعد المحلل السياسي، أن يقود الصراع بين إيران و”إسرائيل” إلى حرب شاملة في المرحلة الحالية، إلا أنه قال إن هذه الحرب يمكن أن تحدث إذا بدأت إيران تتصرف مع تل أبيب بطريقة مبدئية مطلقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى