لأول مرة منذ بدء الحرب.. ما دلالات استهداف منزل نتنياهو بشكل مباشر؟
“إسرائيل هيوم”: هناك العديد من المشاكل المركزية في التعامل مع تهديد الطيران المسير تتمثل بـ:
- صعوبة اعتراض الطائرات بدون طيار ذات التوقيع الراداري المنخفض التي تحلق بالقرب من الأرض.
- التضاريس الجبلية في جنوب لبنان والجليل تجعل من الصعب اكتشاف هذه المسيرات واعتراضها.
- حتى عندما يحدث الكشف المبكر عن المركبة، تكون نافذة الاعتراض صغيرة جداً وأحياناً يتم تفويتها تماماً.
للمرة الأولى منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” العام الماضي، جرى استهداف هدف مباشر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث استهدفت طائرة مسيرة أطلقت من لبنان منزله في مدينة قيساريا الساحلية.
ووفق بيان رسمي إسرائيلي (السبت 19 أكتوبر)، لم يكن نتنياهو هو أو زوجته في المنزل وقت الهجوم كما لم يتم تسجيل أية إصابات نتيجة الانفجار.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهم “عملاء إيران” بـ”محاولة” اغتياله مع زوجته، مؤكداً أنهم “سيدفعون ثمناً باهظاً”.
إيران تتنصل
وقال نتنياهو في بيان له إن “عملاء إيران الذين حاولوا اغتيالي، أنا وزوجتي وارتبكوا خطأً كبيراً”، مضيفا “أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمناً باهظاً”.
لكن إيران سارعت لنفي أي صلات لها بالهجوم حيث قالت بعثتها إيران بالأمم المتحدة، “إن حزب الله هو الذي استهدف مقر نتنياهو” وأن لا صلة بالهجوم، وأنها قامت بالرد سابقاً على “إسرائيل” في إشارة إلى هجوم الـ1 أكتوبر الصاروخي.
ولم يعلن “حزب الله” المدعوم من إيران مسؤوليته حتى الآن عن الهجوم، كما لم تعلن أي جماعة مسلحة أخرى ذلك.
استهداف منزل نتيناهو جاء بعد أيام قليلة من هجوم لمسيرة أطلقها حزب الله” نجحت في اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها، ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب للواء النخبة “غولاني” في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا ما أدى لمقتل 4 جنود وإصابة العشرات.
وفي أوائل أكتوبر الجاري، استهدفت مسيرة مرتفعات الجولان المحتلة، مما أدى إلى مقتل جنديين وجرح 27 آخرين.
وأطلق “حزب الله” أيضاً طائرتين مماثلتين على مدينة هرتسيليا خلال عيد الغفران في 12 أكتوبر الجاري “وأصابت إحداهما مبنى”.
أنواع المسيرات
وبفضل الدعم الإيراني يمتلك “حزب الله” سلسلة من الطائرات المسيرة التي يستخدمها في حروبه، من بينها ما ذكرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية في تقرير تناول بالتفصيل أنواع هذه الطائرات ومداها وقوتها وهي:
مسيّرات المراقبة
أقصى مدى لهذه الطائرات غير معروف، ومن المرجح أن الحزب يستخدم مسيرات تجارية رباعية المروحيات، ومسيرات أخرى صغيرة قادرة على التصوير بالفيديو وجمع المعلومات الاستخباراتية.
مسيّرات “كاميكازي”
- استخدمتها إيران وحزب الله في البداية، للمراقبة، قبل أن تعملا على تحويلها إلى سلاح على غرار صاروخ كروز.
- يطلق على هذه الأنواع من الطائرات اسم “الذخائر المتسكعة”؛ لتمكنها من التحليق و”التسكع” فوق هدف ما.
مرصاد-1 ومرصاد-2
يمكن لمرصاد أن تحمل ما يصل إلى 40 كيلوغراماً من الذخائر، ويصل مداها إلى حوالي 120 كيلومتراً، وهذا النوع هو الذي نفذ من خلاله الهجوم على منزل نتنياهو.
أبابيل
مرّت مسيرات أبابيل بالعديد من التغييرات والتحسينات يبلغ طول إحدى هذه الطائرات 6 أمتار، ويتم إطلاقها من الجزء الخلفي من شاحنة.
شاهد
- تُعد “شاهد-136” الطراز الرئيسي الذي تصدره إيران من طائرة “كاميكازي”، التي تزن حوالي 200 كيلوغرام.
- تتميز بتصميمها البسيط نسبيا وسهولة نقلها، مما يجعلها مثالية لجماعات مثل حزب الله.
صياد 107
يمكن برمجة مسار طيران “صياد 107” لتغيير الارتفاع والاتجاه بشكل متكرر، ما يجعل من الصعب اكتشافها وتتبعها، ويصل مداها إلى 100 كيلومتر، وهي النوع الذي نفذ عملية ضد لواء النخبة “غولاني” وأوقعت 4 قتلى وعشرات الجرحى.
كرار وأنواع أخرى
وفقاً لتقارير مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث، من المرجح أن حزب الله يمتلك نماذج إضافية متطورة مثل “مهاجر” و”شاهد” و”صامد”، و”كيه إيه إس- 04″ (KAS-04)، و”كرار” و”صاعقة”.
لماذا مستمرة؟
ورغم نجاح “إسرائيل” في القضاء على قادة “حزب الله” وتدمير أجزاء واسعة من قوته العسكرية، لكن لاتزال مسيراته قادرة على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، وأرجعت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية ذلك إلى عدة أسباب هي:
- صعوبة اعتراض الطائرات بدون طيار ذات التوقيع الراداري المنخفض التي تحلق بالقرب من الأرض.
- التضاريس الجبلية في جنوب لبنان والجليل تجعل من الصعب اكتشاف هذه المسيرات واعتراضها.
- حتى عندما يحدث الكشف المبكر عن المركبة، تكون نافذة الاعتراض صغيرة جداً وأحياناً يتم تفويتها تماماً.
- تكتيك استخدام سرب من الطائرات بدون طيار، وهي كمية كبيرة ومنسقة من المركبات التي يمكن أن تصل من عدة أماكن في وقت واحد، وتضمن أن بعض المركبات على الأقل ستضرب الهدف بدقة مميتة.
- منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية مليئة ببعض أفضل وسائل الكشف والاعتراض في العالم، ولكنها تكافح حتى في التعامل مع هذا التهديد.
وبحسب موقع “والا” العبري فإن المسيرة التي أصابت منزل نتنياهو بقيساريا، انفجرت رغم مطاردة مروحيات عسكرية إسرائيلية لها ومحاولات اسقاطها.
ويرى الخبير بالشأن الإسرائيلي محمد وتد، أن الجبهة الداخلية في “إسرائيل” في حالة إرباك، جراء الطائرات المسيرة المفخخة التي تستهدفها وقال في تصريحات لـ”الخليج أونلاين”:
- أظهرت التجارب فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية من اعتراض تلك الطائرات، وبالتالي التصعيد في استعمال “حزب الله” المسيرات بمثابة نقطة تحول في سير القتال على مختلف الجبهات المتعددة.
- يبدو أن “حزب الله”، الذي بقي بحوزته أكثر من ألف طائرة بدون طيار، بما في ذلك طائرات متفجرة، بحسب التقديرات الإسرائيلية، قد تحرك للاستفادة منها بشكل مكثف من خلال محاولات توجيه ضربات في الوقت نفسه على عدة أهداف، أبرزها أهداف عسكرية وأهداف حكومية في “إسرائيل”.
- بات واضحا أن الجميع في “إسرائيل” من الشمال حتى الجنوب بات في مرمى صواريخ ومسيّرات “حزب الله”، أي أن الجميع تحت طائلة التهديد، وهذا الواقع يعزز الشعور لدى الإسرائيليين بأنهم يخوضون حرب وجودية، كما وصفها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
- تخشى “إسرائيل” من توسيع “حزب الله” لاستخدام سلاح المسيرات “صياد 107” التي استهدفت منزل نتنياهو في قيسارية، وهي نفس نوع المسيّرة التي ضربت قاعدة تدريب للواء غولاني جنوبي حيفا قبل نحو أسبوعين.
- الأجهزة الأمنية الإسرائيلية شددت الحراسة على القيادات السياسية والعسكرية، وأصدرت تعليمات بتشديد الرقابة الاستخباراتية عليهم والتكتم على أمكان تنقلهم في البلاد، وذلك خشية من استهدافهم بالمسيرات.
- “المرحلة الجديدة” لـ”حزب الله”، يحاول من خلالها الحزب الجمع بين وابل الصواريخ القوية وإطلاق الطائرات بدون طيار، لإرباك وتضليل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وكذلك التسبب في سقوط شظايا الاعتراض، وهذا يمثل تحديا للجبهة الداخلية، علما أن عدد الإصابات والخسائر الناجمة عن الطائرات بدون طيار المتفجرة يتزايد.