الاخبار

أعلن دخول مرحلة جديدة.. هل تجاوز “حزب الله” أزمة مقتل قادته؟

منذ صيف العام الجاري تمكنت “إسرائيل” من الوصول إلى قيادات “حزب الله” وتصفيتهم في عمليات مختلفة في محاولة للقضاء على القوة الضاربة للحزب.

على الرغم من مقتل قياداته يواصل “حزب الله” اللبناني توجيه ضربات تستهدف الداخل الإسرائيلي، كما أعلن عن تبني مرحلة جديدة من التصعيد العسكري.

ولم تتوقف “إسرائيل” في توجيه ضربات موجعة تستهدف مواقع الحزب، لكن الأخير يرد بمواصلة إطلاق الصواريخ والطيران المسير.

ولعل العملية التي شنها “حزب الله” أخيراً عبر طائرة مسيرة استهدفت قاعدة عسكرية قرب بنيامينا، وتسببت بمقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة العشرات، تشير إلى أن الحزب تجاوز صدمة قادته لكن يبقى السؤال إلى متى سيبقى قادراً على المواجهة.

قادة حزب الله

ومنذ صيف العام الجاري تمكنت “إسرائيل” من الوصول إلى قيادات “حزب الله” وتصفيتهم في عمليات مختلفة في محاولة للقضاء على القوة الضاربة للحزب عبر التخلص من قاداتها وشملت:

  • وسام حسن طويل (الحاج جواد) قتل في غارة جنوبي لبنان في 8 يناير.

  • طالب عبد الله قتل في غارة بجنوب لبنان في 12 يونيو.

  • محمد ناصر قتل في غارة بجنوب غرب لبنان في 3 يوليو.

  • فؤاد شُكر قتل في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو.

  • أحمد وهبي قتل في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 20 سبتمبر.

  • إبراهيم عقيل قتل في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 20 سبتمبر.

  • إبراهيم قبيسي قتل في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 24 سبتمبر. 

  • محمد حسين سرور في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في 26 سبتمبر.

  • نبيل قاووق قتل في ضربة جوية إسرائيلية في 28 سبتمبر.

  • أمين عام حزب الله، حسن نصر الله قتل في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر.

  • علي كركي قتل في الغارة الجوية التي اغتالت نصر الله.  

الرغبة في الانتقام

اغتيال قادة حزب الله، ولا سيما زعيمه حسن نصر الله، كان مؤشراً لدى المراقبين أن الحزب سيفقد زخمه، ولن تكون هجماته على “إسرائيل” تحمل ذات القوة والأهمية.

لكن الحزب واصل ضرب المواقع الإسرائيلية، حيث أعلن يوم (18 أكتوبر الجاري) أنه قصف مواقع إسرائيلية شمال حيفا وعكا وفي الجولان المحتل، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 3 جنود كوماندوز وضابط بلواء غولاني بجروح خطرة بمعارك لبنان، واستدعاء لواء احتياطي إضافي للجبهة الشمالية.

وفي بيان آخر أكد “حزب الله” أن “المقاومة انتقلت إلى مرحلة جديدة وتصاعدية” كاشفاً أنها “نجحت في تدمير 20 دبابة ميركافا و4 جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، إضافة إلى إسقاط طائرتين مسيرتين” مبيناً أن “خسائر العدو بلغت نحو 55 قتيلا وأكثر من 500 جريح من ضباط وجنود”.

وكان تحليل يتعلق بإمكانيات الحزب بعد مقتل قادته نشره “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط”، أكد أنه “لكنه ما يزال يحتفظ بترسانة من الصواريخ وكادر من عدة آلاف من المقاتلين”.

التحليل يلفت إلى أن الحزب “سيستمر في تشكيل تهديدات عسكرية قوية لإسرائيل ولبنان والمنطقة الأوسع نطاقاً، ومن المؤكد أنه يتوق للانتقام من إسرائيل بعد مقتل أمينه العام الذي استمر في زعامة الحزب لثلاثة عقود”.

كما أن التقديرات الأمريكية والإسرائيلية تفيد، أن الجيش الإسرائيلي دمر حوالي نصف مخزون حزب الله من الصواريخ في الأسابيع الأخيرة.

رغم ذلك يفيد التحليل أن “الحزب لا يزال يحتفظ بترسانة من الطائرات المسيرة للاستطلاع والهجوم، وما بين 60 ألفاً إلى 100 ألف صاروخ وقذيفة، وما يزال أيضاً قادراً على إطلاقها في عمق إسرائيل”.

ويخلص التحليل إلى أن “حزب الله لم ينتهِ بعد، لكنه على الأرجح لن يكون التنظيم نفسه الذي كان عليه قبل بضعة أسابيع فقط، وسيتم ترقية مقاتلين أصغر سناً، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت لكي يكتسبوا الخبرة التي كانت لدى أسلافهم”.

المطاولة والاستمرارية

الباحث في الشؤون الدولية د. طارق عبود، الذي تحدث لـ”الخليج أونلاين”، يرى أن “حزب الله” وعلى الرغم من مقتل قادته تجاوزه هذه الخسارة، مستشهداً باستمرار قصفه المواقع الإسرائيلية مضيفاً في هذا السياق:

  • الجيوش أو المنظمات اللا دولية عادة ما تخسر في الحروب قيادات وموارد وأصول مادية أو بشرية، وتلك الخسارات تؤثر على الجسم العسكري بحسب الأهداف المستهدفة وقيمتها ومسؤولياتها.
  • في لبنان تلقى الحزب ضربة قاسية جداً على مستوى اغتيال قيادات من الصف الأول والصف الثاني، توّجت باغتيال أمينه العام، إضافة الى عملية أمنية كبيرة جداً، تمثلت في تفجير اليايجرات وأجهزة الووكي توكي”. 
  • الحرب بين “إسرائيل” و”حزب الله” بـ”قاسية ومصيرية” والحزب “عمل على تجاوز ذلك ولو بصعوبة”.
  •  تجاوز “حزب الله” للضربات التي تعرض لها ظهرت من خلال استعادته للمبادرة، وتنظيم صفوفه، وملء الشواغر التي حصلت، وبدأ العمل من جديد، ووسع دائرة إطلاق الصواريخ وصولاً إلى حيفا ومشارف تل أبيب، وتفعيل المواجهات البرية على الحدود.
  • “حزب الله” يركّز على الانتقال إلى مرحلة إيلام العدو واعتقد سيكون ذلك عبر مسارين؛ الأول هو تفعيل عمليات الإطلاق بكثافة وإدخال نوعيات جديدة من الأسلحة، والثاني عبر العمل على تكبيد العدو خسائر كبيرة على مستوى الحرب البرية”.
  • مع كل الخسائر التي تكبدها والضربات الدقيقة التي تستهدف قوته العسكرية، لا يستبعد عبود أن “حزب الله” سينجح في الاستمرار والمطاولة.
  • من خلال كميات الصواريخ التي يطلقها يومياً، ومن خلال معرفته أن هذه الحرب طويلة، فمن الممكن أنه يحسب حساباً للاستمرار والمطاولة.
  • الحزب لو أنه خسر جزءاً كبيراً من منظومته الصاروخية لكان قنّن عملية الإطلاق كي يستمر فترة طويلة، وكان في الفترة الماضية يطلق معدل يتراوح بين 100 – 150 صاروخاً يومياً ووصل في أواخر الأسبوع الماضي الى إطلاق 305 صواريخ في يوم واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى