ماذا يعني استخدام الجيش الأمريكي “طائرات شبحية” في ضرب الحوثيين؟
ما هي الرسائل من وراء استخدام الجيش الأمريكي قاذفات الشبح لضرب الحوثيين؟
- حصول البنتاغون على ضوء أخضر لتنفيذ ضربات أكثر إيلاماً للحوثيين.
- فشل جهود احتواء جماعة الحوثيين ووقف هجماتهم البحرية.
- رسالة لإيران بأن الرد سيكون قصف منشئاتها النووية بهذه القاذفات، في حال ردت على “إسرائيل”.
منذ يناير الماضي نفذ الجيش الأمريكي مئات الضربات على مواقع وأهداف للحوثيين في اليمن، بعضها بالتنسيق مع الجيش البريطاني، لكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها قاذفات “بي 2 سبيريت” الاستراتيجية.
القيادة المركزية الأمريكية قالت في بيان لها، إن استخدام هذه القاذفات في ضرب مخازن الحوثيين، “يوضح قدرة الولايات المتحدة الواسعة على الوصول إلى الأهداف، عند الضرورة، وفي أي وقت ومكان”.
ويشير هذا التطور في التعاطي العسكري الأمريكي مع الحوثيين إلى تعثر محاولات تحييدهم عن الصراع الحالي، ووقف عملياتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، كما أن لها ارتباط وثيق بالمشهد الإقليمي الذي يزداد سخونة.
ضربات دقيقة
ومساء الأربعاء (16 أكتوبر) حلقت قاذفات “بي 2” في سماء اليمن لأول مرة، ونفذت سلسلة ضربات على مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة صعدة شمالي البلاد.
الحوثيون قالوا في بيان لهم، إن الجيش الأمريكي شن 15 غارة على العاصمة صنعاء، ومحافظة صعدة، مؤكدين أن هذا “العدوان” لن يمر دون رد، وأنهم مستمرين في تقديم الدعم والمساندة لـ”غزة ولبنان”.
وبحسب بيان القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” فإنه “تم تنفيذ ضربات جوية متعددة ودقيقة على العديد من منشآت تخزين الأسلحة التابعة للحوثيين، والتي تحوي أسلحة تقليدية متقدمة مختلفة، تستخدمها الجماعة لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأمريكية والدولية في البحر الأحمر وخليج عدن”.
ومن بين الأهداف التي تم ضربها وفق البيان الأمريكي “منشآت الحوثيين المحصنة تحت الأرض والتي تضم صواريخ، ومكونات أسلحة وذخائر أخرى تستخدم لاستهداف السفن العسكرية والمدنية”.
قاذفات استراتيجية
ولم يخلو بيان الجيش الأمريكي من تبيان أسباب استخدام هذه القاذفات الاستراتيجية، مشيراً إلى أن”القوات الجوية والبحرية الأمريكية جزء من هذه العملية التي استهدفت الحوثيين، بما فيها قاذفات “بي 2″، التي توضح قدرات الولايات المتحدة الواسعة على الوصول إلى الأهداف عند الضرورة وفي أي وقت وأي مكان.
كما قال الجيش الأمريكي إنه يواصل تقييم الضربة التي نفذوها بقاذفات “بي 2” الاستراتيجية، مشيراً إلى أنه ليس هناك “ما يشير إلى وقوع إصابات بين صفوف المدنيين”.
وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الأمريكي أيقونة القوة الأمريكية (قاذفات بي 2)، في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط منذ قرابة العام، ولاستخدامها دلالات عديدة.
وقاذفات “بي 2″، تعتبر رأس حربة القوات الجوية الأمريكية، إذ تمتلك قدرة تدميرية هائلة، وقدرة على حمل كمية ضخمة من الذخائر والصواريخ، بما في ذلك الصواريخ التقليدية والنووية، وتتجاوز تكلفتها 800 مليون دولار.
كما تعتبر قاذفات “بي 2” من أكثر القاذفات تقدماً وفعالية في الجيش الأمريكي، وهي تمثل طفرة تكنلوجية هائلة، ولديها قدرة على توجيه قوة نارية هائلة في وقت قصير إلى أي مكان في العالم، كما تقطع مسافة تبلغ 9600 كيلومتر دون التزود بالوقود.
ويأتي استخدام هذه القاذفات بعد فشل الهجمات الأمريكية المستمرة منذ يناير الماضي في إيقاف هجمات الحوثيين، بينما هناك من يرى أن استخدامها يؤكد أن الجيش الأمريكي حصل على ضوء أخضر من إدارة بايدن لتوجيه ضربات أكثر قوة للحوثيين.
ووفقاً لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، فإن “القصف شكل استعراضاً فريداً لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشئات التي يسعى خصومها بقاءها بعيدة عن متناول الجيش الأمريكي، بغض النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها”.
كما لا يخلو تحليق وعمليات القاذفات الشبحية الأمريكية في اليمن، من مدلول له ارتباط بالتوترات بين “إسرائيل” وإيران، خصوصاً بعد رفض دول المنطقة السماح باستخدام أراضيها وأجواءها لتنفيذ ضربات على الأراضي الإيرانية.
رسالة لإيران
ويبدو أن الرسالة الأهم من استخدام هذه القاذفات الاستراتيجية لضرب الحوثيين في اليمن، تتمثل في رغبة واشنطن في ردع إيران، ودفعها لإعادة النظر في أي خطط أعدتها للرد على “إسرائيل” في حال قامت الأخيرة بتنفيذ ضربة داخل الأراضي الإيرانية.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، فإن “الهدف هو إرسال رسالة لإيران أنه حتى لو لم تستخدم الولايات المتحدة القواعد العسكرية في المنطقة، فإنها قادرة على تنفيذ ضربات عن بعد في أوقات الضرورة”.
وحول هذا يقول الخبير العسكري الأردني الدكتور محمد المقابلة، إن استخدام تلك القاذفات في اليمن، ليست رسالة للحوثيين، بل هي رسالة أمريكية لإيران، لافتاً إلى أن واشنطن قادرة على ضرب الحوثيين باستخدام طائرات إف 35، وإف 16، وهي طائرات تملك قدرة على حمل قنابل ذات أوزان عالية، وقنابل خارقة للتحصينات.
وأضاف الخبير العسكري محمد المقابلة في تصريح لـ”الخليج أونلاين”:
- هي رسالة لإيران، لأن “بي 2″، هي الطائرة الوحيدة التي تستخدم لقصف المنشئات النووية ذات التحصينات القوية تحت الأرض، كونها معدة بحواضن خاصة لحمل نوع خاص من القنابل ذات أوزان عالية جدا 2000 رطل وأكثر، كما أنها تستطيع اختراق تحصينات عميقة جداً، للوصول إلى التحصينات النووية النادرة التحصين.
- الولايات المتحدة الأمريكية تقول لإيران بهذه الضربة، أنه إذا فكرتم في الرد أو التمادي، فإن قاذفاتنا الاستراتيجية ستقوم بقصف منشئاتكم النووية وهذه رسالة مباشرة لكم عبر الحوثيين.
- الرسالة الأمريكية مفادها أن القاذفات الاستراتيجية جاهزة للاستخدام في حال تمادت إيران بالرد على ما ستقوم به “إسرائيل”، وأن الرد القادم لأمريكا، سوف يكون بقصف للمنشئات النووية الإيرانية، وإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى نقطة الصفر، وأن صاحب القرار في قصف المنشئات النووية في المرحلة القادمة هو أمريكا وليس “إسرائيل”.
- هي رسالة ردع مبكرة لإيران بعدم التفكير للرد على ما ستقوم به “إسرائيل”، وإلا فإن الضربة ستكون أميركة في المرة القادمة، وضد المنشئات النووية، وهذا يتوافق مع الرسائل الإعلامية التي تخرج بشكل مقصود، أنه تم الاتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أن يكون الرد الإسرائيلي لا يشمل المنشئات النووية، أي منشئات نفطية وعسكرية وغيرها، لكن في حال قامت إيران بالرد على ما ستقوم به إسرائيل، فسيكون الرد أمريكي بقصف المنشئات النووية الإيرانية وذه اما سيرعب إيران، حسب هذه الرسالة.
- لا يوجد قاذفة استراتيجية تستخدم لضرب التحصينات النووية في القوة الجوية الأمريكية، معدة لذلك إلا “بي 2″، وخاصة قاذفات “بي 2 سبيريت” التي استخدمتها أمريكا ضد الحوثيين.
- هذه القاذفة لم تُستخدم منذ سنوات عدة، هي استخدمت في ضرب العراق، وفي ضرب أفغانستان، ولكن لم تكن نوع القنابل التي استخدمت في العراق وأفغانستان، كنوع القنابل التي استخدمت في اليمن ضد الحوثيين.
- لم تستخدم نوع القنابل النسخة الأخيرة المعدلة لقصف التحصينات التي تم تجريبها من قبل القوات الجوية الأميركية في 2017، وأعلنت عن ذلك أمريكا حينها.