الاخبار

رئيس وزرائها في مسقط.. ما طبيعة العلاقات بين عُمان وبيلاروسيا؟

ما أسباب زيارة رئيس الوزراء البيلاروسي إلى عُمان؟

تعزيز العلاقات الثنائية.

متى تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟

في عام 1992.

تتميز العلاقات بين سلطنة عمان وبيلاروسيا بالتعاون المتزايد في عدد من المجالات، حيث تستهدف الدولتان تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً خلال الأعوام الأخيرة، خاصة بعد الزيارات الرسمية المتبادلة التي تضمنت لقاءات بين كبار المسؤولين من الجانبين، مما يعكس رغبة مشتركة في تعزيز التعاون الثنائي وتعميق الروابط الاقتصادية والثقافية بينهما.

أهمية الزيارة

وتأتي الزيارة الرسمية التي أجراها رئيس الوزراء البيلاروسي رومان جولوفتشينكو إلى مسقط (13 أكتوبر الجاري) والتي استغرقت ثلاثة أيام، في إطار مساعي البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث آفاق التعاون.

ويرافق جولوفتشينكو وفد رسمي يضم عدة شخصيات بارزة، من بينهم نائب وزير الخارجية ونائب وزير الزراعة والغذاء ونائب وزير الصناعة وعدد من المسؤولين في الحكومة البيلاروسية.

واعتبر السفير العماني لدى بيلاروسيا حمود بن سالم آل تويه، الزيارة فرصة مهمة لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية.

كما أضاف أن “كلا البلدين يهدفان إلى زيادة التعاون الثنائي والعمل المشترك لتحقيق تطلعاتهما المستقبلية” مشيراً إلى أن “البلدين وقّعا خلال السنوات الماضية عدداً من مذكرات التفاهم، منها اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار واتفاقيات التعاون التجاري وتجنب الازدواج الضريبي، بالإضافة إلى اتفاقية النقل الجوي الموقعة في يوليو 2023”.

وتطرق آل تويه إلى عمق العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين، مبيّناً التعاون القائم بين المتحف الوطني العُماني والمتاحف البيلاروسية، وكذلك اتفاقية إنشاء “مركز ثقافة اللغة العربية” بجامعة مينسك الحكومية، الذي يرسل طلبة لدراسة اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس، مع توقعات بانتساب طلبة بيلاروسيين في يناير 2025.

ويقول الباحث الدكتور حبيب الهادي، إن العلاقات بين بيلاروسيا وسلطنة عُمان أقيمت عام 1992، وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وخروج بلاروسيا من الاتحاد واستقلالها، إذ أقامت  السلطنة في فترة وجيزة علاقات وطيدة مضيفاً لـ”الخليج أونلاين”:

  • منذ 2004 أخذت علاقات البلدين تتطور بشكل كبير، حتى أصبحت خلال الـ20 سنة علاقات متنوعة تتوجها اتفاقيات مختلفة، يتصدرها الجانب الاقتصادي.
  • زيارة رئيس وزراء بيلاروسيا لمسقط لها أهمية كبيرة، لاسيما وأنها جاءت على مستوى عالٍ من التمثيل، وفي هذا التوقيت، كما شهدت استقبالاً رسمياً، وتوجت بتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات التي سيكون مردود إيجابي.
  • عُمان لها تجربة كبيرة في مجال حفظ الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي، إذ أن الدولة المعنية باحترام الأنظمة والقوانين الدولية والتعاون مع المنظمات الدولية، فضلاً عن الدبلوماسية الثقافية ودبلوماسية القوة الناعمة.
  • علاقات البلدين متنوعة ما بين الجانب الثقافي والتعليمي والعلمي والبحثي والتكنولوجي، وكذلك على المستوى الإنتاج الزراعي، فضلاً عن منع الازدواج الضريبي، واتفاقيات استثمارية في الجانب السياحي، إضافة إلى مجالات أخرى واسعة.
  • هذه الزيارة ستعزز المصالح المشتركة بين سلطنة عُمان وبلاروسيا في مختلف الجوانب، وتعطي دفعة كبيرة إلى مزيدٍ من التواصل والتعاون، بهدف الازدهار وتحقيق طموحات الشعبين.

1

علاقات مزدهرة

وتأسست العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وبيلاروسيا في عام 1992 عقب استقلال بيلاروسيا عن الاتحاد السوفيتي، ومنذ ذلك الحين، يسعى البلدان إلى توسيع التعاون الثنائي في مجالات متعددة، تشمل الاقتصاد، التجارة، والتعليم.

وتتميز بيلاروسيا بتقدمها في مجالات الصناعة والتكنولوجيا، وهو ما تأمل عُمان الاستفادة منه لتعزيز قطاعاتها المحلية.

كما شهد التعاون الاقتصادي بين البلدين نمواً لافتاً في السنوات الأخيرة، حيث تسعى السلطنة إلى تطوير شراكات استراتيجية في مجالات مثل التكنولوجيا، الزراعة، والتعليم العالي.

وتهدف عُمان إلى تعزيز التعاون في الطاقة المتجددة والاستثمارات الصناعية، مما يعكس التزام الطرفين بتأسيس علاقات قوية وطويلة الأمد.

بدوره، أشار القنصل الفخري لجمهورية بيلاروسيا وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، عبدالله بن مسعود الحارثي، بعد مشاركته في “منتدى الأعمال العماني البيلاروسي” الذي نظّمته غرفة تجارة وصناعة عمان في أغسطس الماضي، إلى أن “هناك مجالات متعددة يمكن أن تعزز التعاون، بما في ذلك تقنية المعلومات، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والصناعة والطاقة، مما يشجع على إنشاء مشاريع مشتركة تدعم التوجهات التنموية للبلدين”.

وذكر أيضاً أن “التعاون مع بيلاروسيا يوفر للمنتجات العمانية سوقاً واسعة تشمل بيلاروسيا وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وأرمينيا، مما يتيح فرصة الوصول إلى أكثر من 170 مليون مستهلك، وهذا يسهم في دعم الصادرات وتعزيز وجود المنتجات العمانية في الأسواق الخارجية”.

كما شهد المنتدى المقام في أغسطس الماضي، توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة عُمان والمركز الوطني للتسويق ودراسة الأسعار في بيلاروسيا، تتعلق بتبادل المعلومات حول التجارة الخارجية وبيئة الأعمال وفرص الإنتاج والتصدير.

ووقعت الشركة العمانية الوطنية للهندسة والاستثمار (أونك) مذكرة تفاهم مع شركة “هاي تك بارك بيلاروس” في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتقديم المنتجات والخدمات التي تنتجها لأسواق عُمان ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال الصناعات الغذائية بين الشركة العمانية الأوروبية للصناعات الغذائية ومصنع “ألبان مينسك” للتعاون في البيع بالتجزئة في عُمان، مع إمكانية التوسع إلى الدول المجاورة والأسواق التي تعمل فيها الشركة العمانية الأوروبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى