الاخبار

المقاومة في جباليا.. صمود بعد عام من الحرب والثبات في الميدان

ما جديد العمليات العسكرية في جبالي وبقية مناطق شمال غزة؟

أطلق جيش الاحتلال يوم 6 أكتوبر عملية برية جديدة في مخيم جبالي، في محاولة لخنق المقاومة شمال القطاع.

كيف يبدو الوضع الإنساني في جباليا شمال قطاع غزة؟

يواجه قرابة 200 ألف فلسطيني ظروف إنسانية صعبة بسبب القصف والحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال.

بعد أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتدمير جيش الاحتلال غالبية المدن، وقتله لعشرات الآلاف من المدنيين، وزعمه بتفكيك كتائب المقاومة هناك، وجد الجيش نفسه أمام مقاومة شرسة بمخيم جباليا الذي عاد له من جديد.

تقدم جيش الاحتلال بقوات كبيرة في الـ6 من أكتوبر الجاري 2024 إلى مخيم جباليا، معلناً بدء عملية عسكرية برية في المخيم، ومعها ارتكب مجازر مروعة بحق المدنيين، وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها.

لم يكتفِ جيش الاحتلال بدخول جباليا، بل ذهب إلى توسيع عمليته البرية إلى أحياء ومناطق أخرى في شمال القطاع، وطالب مدنيين بإخلاء مناطق جديدة من جباليا البلد وجباليا النزلة ومحيط أبو اسكندر والصفطاوي شمال المدينة.

ويهدد الهجوم الإسرائيلي حياة 200 ألف فلسطيني بمنطقة جباليا، إما نتيجة القصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش، في ظل الحصار البري المستمر لليوم السابع على التوالي.

الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر جباليا لليوم السابع على التوالي، والسكان هناك بلا ماء ولا طعام ولا مقومات للحياة”.

وقال بصل في تصريح حصل “الخليج أونلاين” على نسخة منه: “الاحتلال لم يسمح للطواقم الطبية والدفاع المدني بالتزود بالوقود والمستلزمات الطبية، مما يؤثر سلبا على واقع المواطنين المحاصرين”.

كما طالب بصل المؤسسات الدولية “بالقيام بواجبها الإنساني في حماية المواطنين في جباليا شمالي قطاع غزة”.

مقاومة عنيفة

أمام الهجوم الإسرائيلي العنيف، لا تزال المقاومة الفلسطينية صامدة وثابتة في مواجهة جيش الاحتلال، مع تنفيذها لكمائن عسكرية تحقق خسائر قوية في صفوفه وفقاً لاعترافه.

كتائب “عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قالت إنها أوقعت سرية مشاة ميكانيكية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كمين مركب شرق مخيم جباليا بشمال قطاع غزة.

وأوضحت “القسام” في بيان لها الخميس (10 أكتوبر) الجاري، أن سرية الاحتلال كانت تتألف من 12 مركبة وشاحنة محملة بالجنود، وفور وصولها إلى موقع الكمين تم تفجير عبوة “شواظ” في الشاحنة المحملة بالجنود، واستهداف سيارة جيب بقذيفة “تاندوم”.

وتقدم مقاتلوا “القسام” نحو منطقة الكمين، وأجهزوا على من تبقى من الجنود من “المسافة صفر” بالأسلحة الخفيفة، كما استهدفوا عددا من الجنود الذين فروا من المكان باتجاه أحد المنازل بعبوة مضادة للأفراد، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

وبعد وقت قصير من بيان “القسام”، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل 3 ضباط في معارك شمال قطاع غزة، في الوقت الذي يشن فيه عملية عسكرية ضارية وحصاراً شديداً على شمال القطاع.

مواجهة مختلفة

الكاتب في الشأن السياسي والعسكري، محمد عبد الرحمن، أكد أن ما يجري حالياً من هجوم اسرائيلي على مخيم جباليا وعلى مجمل مناطق محافظة الشمال يختلف بشكل كبير عن الهجومين السابقين في ديسمبر 2023 مايو من هذا العام، لا سيما على صعيد الأسلوب القتالي المستخدم.

وقال عبد الرحمن في حديثه لـ”الخليج أونلاين” إن “الهجوم الحالي وإن كان يتم بثلاثة ألوية فقط، أي ثلاثة أرباع الفرقة وهو عدد أقل بكثير من العمليات السابقة، إلا أنه اعتمد على فصل الشمال عن مدينة غزة وهذا يتم للمرة الأولى، إلى جانب استخدام القوة النارية الهائلة خصوصاً على صعيد سلاح المدفعية الثقيلة من عيار 155 ملم، بالإضافة للغارات من الطيران الحربي والمسيّر وطائرات الكواد كابتر”.

المقاومة من جانبها وفق عبد الرحمن، أعدت نفسها جيداً لهذا اليوم، وهي كانت تتوقع قيام الاحتلال بمثل هذا الهجوم، خصوصاً في ضوء انخفاض الأهداف العملياتية التي يسعى الاحتلال لتحقيقها، وهو الذي أخفق وفشل في تحقيق أهدافه الثلاثة المعلنة منذ بداية العدوان، وكان لزاماً عليه البحث عن تحرك ميداني جديد بعد انتهاء عملية رفح اكلينيكياً.

كما أوضح أن “المقاومة من جهتها كما يبدو استفادت كثيراً من المعارك السابقة، وباتت تلجأ لتكتيك الدفاع المنخفض أو المتأخر، ولم تواجه قوات العدو على الحافة الأمامية مثل المرات السابقة، وهذا يعود لفارق الإمكانيات الهائل بين الجانبين من جهة، وإلى رغبة المقاومة في استدراج جيش الاحتلال لمسرح عمليات تختاره هي حسب إمكانياتها وخططها المعدة مسبقا”.

وبداً واضحاً – حسب عبد الرحمن – “حجم الضربات التي وجهتها المقاومة لقوات الاحتلال، والخسائر التي نتجت عنها، وهذه الضربات ستأخذ منحنىً تصاعدياً كلما تقدم الوقت، وهو الأمر الذي سيشكل ضغطاً كبيراً على جيش العدو الذي يعاني منذ فترة ليست بالقصيرة مما يوصف بأنه انحطاط تكتيكي وعملياتي نتيجة المراوحة التي باتت تشهدها عمليته في قطاع غزة، ونتيجة لتراكم الإخفاقات على مدار شهور العدوان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى