الاخبار

ناسا تكشف.. هل أصبح المريخ غير صالح للسكن ؟

ترجمة – أيهم النميري
كشفت مركبة “كيوريوسيتي” التابعة لوكالة ناسا، والتي تستكشف حاليًا فوهة غيل على سطح المريخ، عن تفاصيل جديدة حول التحولات المناخية التي شهدها الكوكب الأحمر في العصور القديمة.
وتوضح الاكتشافات كيف انتقل المريخ من بيئة قد تكون صالحة للحياة، مع أدلة على وجود مياه سائلة على سطحه، إلى سطح غير مناسب للحياة كما نعرفها اليوم.
ويسعى الباحثون من خلال دراسة النظائر الكربونية في معادن الكربونات إلى فهم هذه التغيرات المناخية وما إذا كانت هناك بيئات قديمة يمكن أن تكون دعمت الحياة في يوم من الأيام.

وبحسب «ناسا »اكتشف الباحثون باستخدام أدوات على متن “كيوريوسيتي” أن النظائر الكربونية في المعادن المكتشفة بفوهة غيل تشير إلى أن هذه المعادن تكونت في بيئة شهدت تبخرًا شديدًا، وهو ما يعزز الفرضية بأن المناخ القديم للمريخ كان قادرًا على دعم وجود مياه سائلة لفترات زمنية قصيرة. ومع ذلك، أوضح العلماء أن هذه النتائج لا تتوافق مع وجود حياة على سطح المريخ في تلك الفترة، لكنهم لا يستبعدون إمكانية وجود حياة تحت السطح أو حياة سطحية انتهت قبل تكوّن تلك المعادن.

اقرأ أيضاً.. الأولى من نوعها.. مهمة لجلب عينات من المريخ

تعد الكربونات من أهم السجلات المناخية، حيث يمكنها الاحتفاظ ببصمات البيئة التي تشكلت فيها، بما في ذلك درجة حرارة المياه وحموضتها وتكوينها. ووفقًا للدراسة، قد تكون الكربونات في فوهة غيل تشكلت عبر سيناريوهين: إما من خلال دورات متكررة من الجفاف والرطوبة، أو في مياه شديدة الملوحة تحت ظروف باردة تساهم في تكوين الجليد.
يشير السيناريو الأول إلى وجود بيئة قد تكون دعمت الحياة في بعض الأحيان، بينما يشير السيناريو الثاني إلى بيئة قاسية ذات درجات حرارة منخفضة، حيث تكون معظم المياه محبوسة في الجليد، مما يجعلها غير متاحة للتفاعلات الكيميائية أو البيولوجية الضرورية للحياة.

 

هذه النتائج تدعم السيناريوهات المناخية القديمة للمريخ، التي سبق اقتراحها بناءً على دراسة بعض المعادن وتشكيلات الصخور. إلا أن هذه المرة، تقدم الدراسة أدلة نظائرية من العينات الصخرية، مما يعزز فهمنا لطبيعة المناخ القديم للمريخ.

اقرأ أيضاً.. «ناسا» تعثر على صخرة بالمريخ قد تحتوي على جراثيم متحجرة

ووفقًا للفريق العلمي، فإن القيم العالية للنظائر في الكربونات المريخية تتجاوز بكثير ما تم قياسه على الأرض، مما يشير إلى حدوث عملية تبخر شديدة، حيث أدى التبخر المكثف إلى تراكم هذه النظائر الثقيلة في الصخور الكربونية.

يذكر أن هذا الاكتشاف تم باستخدام أدوات متطورة على متن “كيوريوسيتي”، بما في ذلك جهاز لتحليل العينات وأداة لقياس النظائر، ما سمح للعلماء بتحليل الغازات الناتجة عن تسخين العينات المأخوذة من سطح المريخ. تم تمويل هذا البحث من خلال برنامج استكشاف المريخ التابع لناسا، والذي يهدف إلى فهم تاريخ الكوكب الأحمر وتقييم إمكانية دعمه للحياة في الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى