الاخبار

«الأونروا»: 400 ألف فلسطيني محاصرون شمال غزة

شعبان بلال، الاتحاد (غزة، القاهرة)

سقط عشرات الضحايا الفلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف تجمعات مدنية ومدرسة ومستشفى تؤوي نازحين في شمال قطاع غزة، فيما شدد الجيش الإسرائيلي حصاره على «مخيم جباليا» في رابع أيام التصعيد العسكري، يأتي ذلك بينما أعلنت «الأونروا» أن استمرار القصف يهدد تنفيذ المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، وأن هناك أكثر من 400 ألف شخص محاصرون شمال القطاع.
ولليوم الرابع على التوالي، يتعرض الفلسطينيون بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة لعملية عسكرية واسعة، حيث يفرض الجيش الإسرائيلي حصاراً برياً، وينفذ عمليات نسف للمنازل وتهجير قسري.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وقتل 16 فلسطينياً وأُصيب آخرون، أمس، بقصف إسرائيلي استهدف مستشفى «اليمن السعيد» بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وقال مدير مستشفى «كمال عدوان»، حسام أبو صفية، إن 16 فلسطينياً قتلوا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى «اليمن السعيد» الذي يؤوي نازحين، وأشار مسعفون إلى أن من بين قتلى القصف، أطفال ونساء.
كما قتل 13 فلسطينياً وأُصيب آخرون، أمس، جراء استهدافات إسرائيلية لمدرسة تؤوي نازحين و3 تجمعات في مخيم جباليا.
وأفادت مصادر طبية، بأنه تم نقل 3 قتلى و15 مصاباً إلى مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي، جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة «الرافعي» التي تؤوي نازحين في جباليا.
وذكرت المصادر أن 7 فلسطينيين قتلوا نتيجة إطلاق الجيش الإسرائيلي نيران أسلحته تجاه المدنيين غرب المخيم.
كما أشارت إلى مقتل 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً للمدنيين بمنطقة «الفاخورة».
كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إخلاء 7 مدارس لجأ إليها نازحون فلسطينيون شمال قطاع غزة، بعد إنذارات من الجيش الإسرائيلي وتنفيذه هجوماً برياً بالمنطقة.
وأكد بيان أصدرته «الأونروا»، أمس، أن تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته شمال قطاع غزة تسبب في إغلاق الخدمات المنقذة للحياة التي تقدمها الوكالة الأممية.
ولفت إلى إخلاء 7 مدارس تابعة لـ«الأونروا» تؤوي نازحين شمال غزة، مبيناً أنه «لا يوجد سوى بئرين نشطتين من أصل 8 آبار مياه في مخيم جباليا للاجئين».
وتتركز الهجمات الإسرائيلية في منطقتي «بيت حانون»، و«بيت لاهيا» شمال غزة، خاصة مخيم جباليا للاجئين.
بدوره، أكد فيليب لازاريني المفوض العام لـ«الأونروا»، أن ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرون شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن بعض مراكز الوكالة للإيواء والخدمات اضطرت إلى الإغلاق للمرة الأولى منذ بدء الحرب.
وقال لازاريني، في تصريحات صحفية أمس: «إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تجبر الناس على الفرار مراراً وتكراراً خصوصاً من مخيم جباليا، فيما يرفض عدد كبير من الفلسطينيين الإخلاء؛ لأنهم يدركون أنه لا مكان آمناً في قطاع غزة».
وحذر المفوض العام لـ«الأونروا» من أن مواصلة القصف تهدد تنفيذ المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بقطاع غزة، مشيراً إلى انتشار المجاعة وتفاقمها في جميع أنحاء القطاع، مع عدم توافر الإمدادات الأساسية. 
وقال فلسطينيون من سكان شمال قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على النازحين الذين يفرون من الشمال.
ونقلت وسائل إعلام عن أحد السكان قوله إنه «فر مع عائلته من منزلهم في جباليا بسبب القصف الشديد والمستمر في المنطقة»، مضيفاً أنه «عندما عاد لجلب الطعام، والماء، والبطانيات، تم إطلاق النار عليه وعلى مدنيين آخرين».
وتابع: «كانت الطائرات المسيّرة تطلق النار على كل من يمر في الطريق»، وأضاف: «أُصيب 3 أشخاص أمامي مباشرة، حاولت أنا وأخي مساعدة الجرحى للوصول إلى المستشفيات، لكن فتاة صغيرة أصيبت في رقبتها، وأُصيب والدها أيضاً».
إلى ذلك، حذر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، من كارثة إنسانية جديدة مع اقتراب فصل الشتاء نتيجة تدهور أوضاع النازحين، وعدم وجود مكان آمن يحميهم من الأمطار والرياح في فصل الشتاء، مشيراً إلى أن معظم سكان غزة لا يحصلون إلا على وجبة واحدة كل يومين.
وشدد مهنا في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن الأوضاع الإنسانية آخذة في التدهور المتسارع بسبب استمرار الحرب ومحدودية الدعم الإنساني الذي يدخل القطاع والذي لا يكفي الاحتياجات الأساسية لمئات آلاف النازحين.
وطالب مهنا بتوفير المستلزمات الأساسية لمواجهة ظروف الشتاء التي من المتوقع أن تكون قاسية، وتوفير خيام جديدة بعد احتراق الحالية وعدم صلاحيتها، بجانب نقص المستلزمات الأساسية وأدوات النظافة، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة.
وبلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية الحرب على غزة منذ عام، إلى 42010 حسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية أمس.
وقالت الوزارة، إن 97720  فلسطينياً آخرين أصيبوا منذ 7 أكتوبر 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى