الاخبار

عام على الحرب.. صحفيون يروون تجاربهم القاسية في غزة

كم عدد الشهداء من الصحفيين في قطاع غزة منذ بداية الحرب؟

167 صحفياً وعاملاً في قطاع الإعلام، معظمهم تم استهدافهم بشكل مباشر.

ما أكثر المشاهد المروعة التي مرّ بها الصحفيون خلال عام من الحرب على غزة؟

مشاهد إخراج الأطفال من تحت الأنقاض جراء العدوان على غزة.

مشاهد النزوح والقتل الجماعي للمدنيين في القطاع.

“تركت عملي الصحفي وتحولت إلى رجل إسعاف لنقل جيراني إلى المستشفى وقد فارقوا الحياة أثناء الطريق”، هذه كانت شهادة الزميل الصحفي مراسل قناة “القاهرة الإخبارية” بقطاع غزة يوسف أبو كويك، حول المشاهد المروّعة التي مرت عليه خلال عام من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.

ويعد أبو كويك واحداً من مئات الصحفيين الذين مروا بأيام ومشاهد ومواقف صعبة خلال الحرب، بدءًا من توثيق استهداف الأطفال من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتمزيق أجسادهم، والتمثيل بجثث الشهداء، وقتل الصحفيين خلال عملهم.

ويقول أبو كويك لـ”الخليج أونلاين”: “ودعنا أحباباً لنا دون أن نلمس الجسد، بسبب حالة النزوح التي تركت جرحاً غائراً فينا”.

توثيق المأساة

ويوضح مراسل “القاهرة الإخبارية” أن الاحتلال تعمد استهداف الصحفيين خلال العام الماضي من الحرب، مضيفاً: “رغم ذلك سنبقى في الميدان نوثق الأحداث، مع وجود أمل بتوثيق مشاهد وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار قطاع غزة”.

مراسل قناة “فلسطين اليوم” في قطاع غزة، محمد منصور، يؤكد أن أصعب ما مر عليه خلال العدوان على قطاع غزة، هو لحظة النزوح من مدينة رفح جنوب القطاع، تحت وطأة القصف الإسرائيلي.

ويقول منصور لـ”الخليج أونلاين”: “كان هناك لحظة من التشتت لحظة النزوح، بين كيف نقل عائلتي بأمان، وإكمال التغطية الإعلامية، ولكن نجحت بنقلهم إلى مكان اعتبرته آمناً بمنطقة المواصي في خان يونس”.

ويوضح أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، طال كل شيء في القطاع من خلال القصف الذي لا يتوقف.

مشاهد لا تُنسى

كذلك، يستذكر الصحفي عماد أبو شاويش أكثر المشاهد قسوة عاشها خلال عام من الحرب على قطاع غزة، هو مشاهد إخراج الأطفال من تحت الركام وهم يرتجفون، بينما لا يستطيع الصحفي عمل أي شيء لهم.

ويقول أبو شاويش لـ”الخليج أونلاين”: “بكيت خلال لحظات توثيق انتشال الأطفال من تحت الأنقاض، فنحن بشر ولنا مشاعر، وهنا ننزل كاميراتنا ونبكي من قسوة ما شاهدناه”.

ويوضح أن الحرب على قطاع غزة هي الأسوأ في تاريخ الشعب الفلسطيني ولم يمر على أي شعب من شعوب العالم مثيلاً لها.

استهداف الصحفيين

وعلى مدار عام كامل من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قتل الاحتلال الإسرائيلي، 167 صحفياً وعاملاً في قطاع الإعلام، معظمهم تم استهدافهم بشكل مباشر.

وتؤكد نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن هذا العدد من الشهداء الصحفيين، يفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحروب العالمية خلال العصر الحديث.

وتوضح نقابة الصحفيين أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، نفذ الاحتلال الإسرائيلي أكبر حملة اغتيالات ضد الصحفيين عبر تاريخ الصحافة في العالم، كما دمرت صواريخه مقرات المؤسسات الصحفية، وأصبح غالبية الصحفيين الفلسطينيين في القطاع نازحين من بيوتهم بعدما دمرها الاحتلال وقتل المئات من عائلاتهم.

وأفاد تقرير الحريات الخاص باعتداءات الاحتلال والصادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إلى أنه من أكتوبر 2023 إلى 2024، سجلت 1600 جريمة واعتداء بحق الصحفيين الفلسطينيين، فيما اعتقل الاحتلال 124 صحفيا وصحفية، واستشهد 514 من عائلات الصحفيين.

إبادة الصحفيين

ويؤكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر أن ما جرى خلال العدوان على قطاع غزة يشكّل حرب إبادة شاملة ضد الصحفيين الفلسطينيين، من خلال قتلهم وقتل عائلاتهم وتدمير منازلهم والمؤسسات الصحفية، لافتاً إلى أن هناك حرب شاملة ينفذها الاحتلال ضد الصحفيين.

ويشير أبو بكر إلى أن الاحتلال يستهدف الصحفيين الفلسطينيين لمنعهم من القيام بدورهم بنقل رواية الشعب الفلسطيني ونقل جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن “هناك معركة على الرواية يريد الاحتلال أن يستفرد بها ونشر رواية الكذب والتزوير، إلا أن الإعلام الفلسطيني سيستمر بنقل رواية الحق والحقيقة بكل مهنية ودقة وموضوعية”.

وحول الجهد القانوني الذي بذلته النقابة، يؤكد أبو بكر أن النقابة تحضر شكوى ثالثة للمحكمة الجنائية الدولية بكل جرائم الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة.

وأضاف أن النقابة قدمت ملفي شكوى خلال العام 2022، بقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة وأخرى بقتل الزميلين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، وإصابة الزميلين معاذ عمارنة ونضال اشتية، مشيراً إلى أن المحكمة الجنائية الدولية حتى الآن لم تبدأ إجراءات التحقيق.

ونوّه إلى أن النقابة قدمت شكوى إلى لجنة التحقيق الدائمة في مجلس حقوق الإنسان الخاصة بالأرض الفلسطينية، والتي أصدرت تحقيقاً ذكرت فيه أنه يوجد قتل وجرائم ترتكب بحق الصحفيين الفلسطينيين.

واختتم حديثه بالقول إن النقابة “تريد معاقبة الاحتلال على جرائمه وألا يفلت من العقاب في قضايا جرائم الحرب المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى