الدور المحوري لموثوقية الإنترنت في حياة الأمريكيين
كشفت دراسة جديدة أجريت نيابة عن مشغل تبادل الإنترنت العالمي DE-CIX عن اتجاهات مهمة في تفضيلات العمل من بُعد وعوامل الهجرة والدور المحوري لموثوقية الإنترنت في حياة الأمريكيين.
وتسلط دراسة Censuswide التمثيلية على المستوى الوطني، التي استطلعت آراء أكثر من 2000 شخص بالغ في الولايات المتحدة في الشهر الماضي، الضوء على الديناميكيات المتغيرة في متطلبات مكان العمل والخيارات السكنية التي تتأثر بالاتصال الرقمي.
ويسلط أحدث بحث أجرته DE-CIX الضوء على التحول نحو العمل من بُعد الذي قد يعيد تعريف العمالة التقليدية والتركيبة السكانية الحضرية.
وتظهر الدراسة أن ما يقرب من نصف الأمريكيين قد يفكرون في الانتقال إلى مكان آخر إذا تمكنوا من الحفاظ على وظائفهم الحالية من بُعد، أو الحصول على وظيفة من بُعد.
ويعد هذا الشعور سائدًا بين الأمريكيين الشباب، إذ أعرب ما يقرب من 7 من كل 10 عن رغبتهم في الانتقال والعمل من بُعد من موقع مختلف، مقارنةً بخُمس أولئك الذين تبلغ أعمارهم 55 عامًا فما فوق.
وتحتاج الشركات إلى الاستعداد لمستقبل لا يكون فيه العمل من بُعد مجرد تعديل مؤقت، بل عنصرًا أساسيًا دائمًا في مشهدنا المهني.
وقال إيفو إيفانوف، الرئيس التنفيذي لشركة DE-CIX: “تشير دراستنا إلى أن الأجيال الشابة في القوى العاملة تعطي قيمة عالية للمرونة والتنقل، وهي العناصر التي تشكل سياسات مكان العمل المستقبلية والتخطيط الحضري للبنية التحتية الرقمية”.
موثوقية الإنترنت عبر رعاية الأطفال
توصلت الدراسة إلى القيمة المعطاة للوصول الموثوق إلى الإنترنت التي تصنف بأنها أكثر أهمية من رعاية الأطفال بأسعار معقولة من الوالد الأمريكي العادي عند تحديد مكان العيش. ويؤكد هذا الدور الأساسي للاتصال الرقمي المستقر في ديناميكيات الأسرة والقرارات الاقتصادية اليوم.
وقال إيفانوف: “في عصر يعتمد فيه التعليم والعمل على المنصات الرقمية، فإن الإنترنت الموثوق ليس مجرد أداة فحسب، بل هو حجر الزاوية في الحياة اليومية. تعكس هذه الأولوية تغييرات مجتمعية واسعة النطاق إذ يُنظر إلى الاستعداد الرقمي بقدر رعاية الأطفال عندما يتعلق الأمر بالتعليم وفرص العمل”.
النتائج المحلية تسلط الضوء على التنقل الحضري
وسلط الاستطلاع الضوء أيضًا على الاهتمام الخاص بقدرات العمل من بُعد في مراكز الأعمال الرئيسية.
وأظهر المقيمون في مدن، مثل سان فرانسيسكو ونيويورك ولوس أنجلوس، ميلًا كبيرًا للانتقال إذا كانت خيارات العمل من بُعد متاحة، إذ أعرب أكثر من نصف المشاركين في هذه المناطق عن رغبتهم في الانتقال.
وأشار إيفانوف إلى أن نتائج الاستطلاع هذه هي بمنزلة دعوة للاستيقاظ للشركات والمخططين الحضريين على حد سواء للاستثمار في بنية تحتية قوية للإنترنت وجذب قوة عاملة نابضة بالحياة ومبتكرة والاحتفاظ بها.
وقال إيفانون: “لم يعد تعزيز التبادلات عبر الإنترنت في جميع أنحاء أمريكا يتعلق باستمرارية الأعمال، بل يتعلق بالميزة التنافسية ومرونة المجتمع”.
ملخص النتائج الرئيسية:
- تفضيل العمل من بُعد: أكثر من نصف الأمريكيين يقدرون ترتيبات العمل المرنة من بُعد مع إظهار التركيبة السكانية الأصغر سنًا تفضيلًا أقوى بكثير مقارنةً بزملائهم الأكبر سنًا.
- اعتبارات الهجرة: يفكر 44 في المئة من الأمريكيين في الانتقال إلى مكان آخر إذا تمكنوا من الحفاظ على وظائفهم من بُعد. توجد النسب العالية من السكان الراغبين في العمل من بُعد لتمكينهم من التنقل في مدن، مثل سان فرانسيسكو ونيويورك ولوس أنجلوس.
- الإنترنت مقابل رعاية الأطفال: تعطى الأولوية للوصول الموثوق إلى الإنترنت على رعاية الأطفال بأسعار معقولة بين الآباء الأمريكيين الذين لديهم أطفال أقل من 18 عامًا عند تحديد مكان العيش، مما يسلط الضوء على الدور الأساسي للاتصال بالإنترنت في ديناميكيات الأسرة الحديثة.
- انقطاع الإنترنت: أفاد الأمريكيون بأنهم يتعرضون لانقطاع الإنترنت 53 مرة سنويًا في المكان الذي يعيشون فيه حاليًا، وأقر 82 في المئة من الأمريكيين بوجود مستوى معين من انقطاع الإنترنت. يواجه الأشخاص الأصغر سنًا انقطاعات متكررة أكثر مقارنةً بالفئات العمرية الأكبر سنًا، إذ يعاني 50 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا و 24 عامًا من انقطاع الإنترنت مرة واحدة في الأسبوع أو أكثر مقارنةً بمقدار 18 في المئة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 55 عامًا أو أكثر.
- اقتراحات التحسين: تتضمن أهم الاقتراحات لتحسين تجربة الإنترنت اختيارًا أكبر لمقدمي خدمة الإنترنت وزيادة نشر الألياف والأجهزة المحمولة، وزيادة الاستثمار الحكومي والفدرالي في البنية التحتية للإنترنت.