خطبة عن مخدر الشبو وأضراره مكتوبة

خطبة عن مخدر الشبو وأضراره مكتوبة، لطالما اعتاد المُسلمون بأن يكون المنبر الديني هو منبرٌ حافلٌ بالتوعية والإرشاد لتحسين سُلوكيات الإنسان المُسلم وتوجيهه حيثُ رشاده وخلاصه من مُغريات وذنوب الدنيا، ومن أخطر الأمور التي قد تُصيب الإنسان هو إدمانه على المُخدّرات، لذا عبر موقع سنعملُ على إدراج خطبة كاملة عن مخدر الشبو.

مقدمة خطبة عن مخدر الشبو

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستعيذُ به من شُرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله عدد ما كان، وعدد ما سيكون، وعدد الحركات والسكون، الحمدُ لله الذي منَّ علينا بالهداية وميّزنا بالعقل والحِكمة، وأرشدنا بفضله لنور هدايته ورحماته، وأخرجنا من الظُلمات إلى النور، الحمد لله حمدًا يُوازي نعيمه علينا، ونُشهده بأنّه الله لا إله إلّا هو وحده المتفرّد بالجلالة، وأنّ مُحمدًا عبده ونبيّه وخليله ورسوله، أدّى الأمانة وبلّغ الرسالة وهدى الأمّة، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يُضلل فلن تجد له وليًّا مٌرشدًا، عباد الله، أوصي نفسي الأمّارة بالسوء وأوصيكم بتقوى الله وغفرانه، أمّا بعد:

خطبة عن مخدر الشبو وأضراره 

تتناول خطبة الجمعة القضايا التي تعود بالفائدة على المُجتمع، كما وأنّها تختار المواضيع الأكثر انتشارًا بسلوكياتها السلبية وأضرارها العديدة على الإنسان، وتتكون خطبة الجمعة من خُطبتين مُتتاليتين، وفي خطبة الجمعة عن مخدر الشبو نُدرج التالي:

الخطبة الأولى عن مخدر الشبو

لقد خلقنا سبحانه وأبدع في خلقنا، وميّزنا بالعقل الذي به نتكلّف بالأمور الحياتية والدنيوية، فقد قال سبحانه في محكم التنزيل: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [1] ففي هذه الآية يشيرُ الله سبحانه إلى تكريم بني آدم بمكارم عديدة، والتي من أبرزها الصحة والعافية والعقل الذي به نسير في مشارق الأرض ومغاربها مُدركين ومُتيقنين الصواب من الخطأ، فلا أمّة تُقام إلّا على أيدي العُقلاء، أصحاب المبادئ والقيم، السائرين على نهج رسول الله يبتغون مرضاة الله، وإعلاء الدين الإسلامي، وقد جاء تحذيرٌ رباني من الأمور التي تجعل الإنسان في حالة لا وعي، وتؤثر بشكل كبير على عقله ومدى استيعابه وإدراكه للأمور، وذلك لما للعقل من مكانة وأهمية في جعل الإنسان مُعتمدًا عليه، متكلّفًا بأمور دينه، حيث قال تعالى في كتابه الحكيم، بعد بسم الله الرحمن الرحيم: {إنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَداوَةَ والبَغْضاءَ في الخَمْرِ والمَيْسِرِ ويَصُدَّكم عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [2] في هذه الآية أخوتي في الله، تحذيرٌ من الخمرُ فالخمر واحدٌ من الأمور التي لها تأثيرٌ على العقل وغضبٌ لله سبحانه.

عباد الله، لقد خلقنا الله في أحسن خلق وصورة، فلماذا نُلقي بأنفسنا للتهلكة، ونسير وراء أشياء تعود علينا بخسران الدنيا والآخرة، فنرى اليوم نسبة كبيرة من شبابنا وفتياننا وحتى شاباتنا، يجرون بأيديهم لهلاك أنفسهم وضياعها وراء المخدرات، فيفقدون أعظم صفة ميّزنا الله بها وهي صفة العقل، فللمخدرات تأثير بالغ وكبير على عقل الإنسان وصحته، والإدمان عليه من المصائب الدنيوية بالإضافة للذنب والإثم الكبير الذي ينال به الإنسان غضب ربّه عليه، وأكثر ما ينتشر في مجتمعاتنا الإسلامية، هي مخدرات تُدعى بالشبو، التي تُعدّ من أقوى وأخطر أنواع المخدرات في العالم، يتمُّ أخذها كمسحوق عن طريق الشم، وهي مادة لها آثار جانبية خطيرة جدًا، يفقد بها الشخص توازنه ووعيه وإدراكه للأمور، فهو قادرٌ على ارتكاب جرائم عدائية عندما يكون تحت تأثير المادة، فهي ابتلاء عظيمٌ وأثمٌ كبير، وشبابنا يركضون للحصول عليه دون إدراك الغضب والبلاء الذي يحلّ عليهم بسببه.

الخطبة الثانية عن مخدر الشبو

عباد الله، اتقّوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله، واعلموا بأنّها فانية وما هي إلّا دار اختبار ودار بلاء، فقد كثُرت مغريات هذه الدنيا مع كثرة الانفتاحات على من لا يُبالون بمرضاة الله، ولا يعترفون بألوهيته، فأوجدوا المخدرات وأدخلوها بيننا ليضيع شُبانُنّا وشاباتنا، فتضيع الأمّة ويضيع الدين الإسلامي، فإنّها من الأسلحة الفتّاكة، التي فتكت بأساس الأمّة وركيزتها الأساسية، ودَخلت بيوت المسلمين من أوسع أبوابها، ليكون الهدف الرئيسي هو الفتك بعُقولهم وقتل المروءة والشهامة من أنفسهم، فإنّ المُصاب بهذا الابتلاء فاقدٌ لعقله قادرٌ على سفك الدماء في سبيل الحصول على جُرعته من المخدرات، فالمسألة خطيرة عباد الله، فإنّ المُخدرات من أكبر الكبائر التي يُحاسب عليها الإنسان، فما حاجتنا لأن نتبّع الطُرقات التي فيها هلاكنا وضياع أنفسنا في الدنيا والآخرة.

عباد الله، يقول سبحانه في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [3]، في هذه الآية، نداءٌ عظيم من الله سبحانه، وإرشادٌ لنا لأن نبتعد عن وساوس الشيطان التي تُهلك النفس، فإنّه لا يأمر إلّا بالسوء، فكيف سبحانه يُعافينا ويخلُقنا بأجمل وأبهى صورة، ونُلقي أنفسنا نحن بخطوات الهلاك والضياع، فأين نحن من آيات الله العظيمة.

أيّها الأحبة، باب التوبة مفتوح، وطريق الرجعة لله معروف، فمن تورّط بهذا الابتلاء لم يفت الأوان، ليعود بنفسه وبقلبه لله سبحانه، ويُسارع لمعالجة نفسه، قبل أن يأتي يومٌ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، اسأل الله الهداية والصلاح والعافية والسلامة للجميع.

دعاء خطبة عن مخدر الشبو

الحمد لله الذي أكرمنا ومنّ علينا بنعمة الإسلام، وميّزنا بالعقل الذي نُدرك به الحلال والحرام، الحمد لله الذي هدانا لهذا القول، وجمعنا وإيّاكم على محبته وطاعته، ارفعوا أيديكم عباد الله، لعلها ساعة استجابة، نسأل الله فيها الهداية والشفاء للجميع:

• اللّهم نسألك الهداية لشبابنا وبناتنا، وأبعدهم عن الشبهات وفواحش الأمور والشهوات من البدع والمخدرات والخمر يارب.
• اللّهم جنبنّا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأحفظ علينا ديننا وبقائنا على صراطك المُستقيم حيث مرضاتك، واهدي يارب شبابنا وأولادنا واحفظهم من مغريات الدنيا وأبعد عنهم المخدرات وما شابه من الفواحش التي تنزل غضبك علينا.
• ربنا لا تُحاسبنا بسوء أعمالنا، فأنت الرحيم والغفور ونسألك الرحمة والمغفرة لمن ضلّ في هذه الحياة.
• اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المُسلمين، وفرّج عن كلّ من ضاقت به سُبل الحياة، واكفنا يارب السوء والشرّ، وأرضى عنّا وراضنا في الدنيا والآخرة.

خاتمة خطبة عن مخدر الشبو 

عباد الله، كُلكم راعٍ وكُلكم مسؤول عن رعيتّه، إنّ لأبنائكم عليكم حق، فابحثوا في حياتهم وتابعوا أمورهم، كونوا العون لهم في هذه الدنيا، واغرسوا في أنفسهم حبّ الله وطاعته، وحذّروهم من وبال عصيانه، حدّثوهم عن أضرار المخدرات على النفس البشرية وعلى العقل والصحة وما أبرز مخاطرها، ابعدوهم عن رفاق السوء من يجرّونهم حيث هلاك أنفسهم، أحسنوا التربية فإنّكم المسؤولون أمام الله عن تربيتكم، وأكثروا من الدعاء لهم بالصلاح والهداية، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

خطبة عن مخدر الشبو وأضراره مكتوبة pdf 

لشدّة خطر المُخدرات وخاصة الشبو المنتشرة بكثرة في المجتمعات المحافظة والدينية، تتناولها منابر الجوامع في خطبةٍ توجيهية، ويُمكن الاستفادة منها بصيغة ملف pdf، ليتم تنزيلها بسهولة “من هنا“.

خطبة عن مخدر الشبو وأضراره مكتوبة doc 

لخطبة الجمعة تأثيرٌ كبير في نُفوس المُسلمين، حيث تُسلّط الأضواء على أبرز قضايا المُجتمع الدينية والإنسانية وغيرها التي تحمل الفائدة لهم، وللاستفادة من الخطبة عن المخدرات يُمكن تحميلها “من هنا“.

نصلُ بهذا القدر لِختام مقالنا والذي يحمل العنوان خطبة عن مخدر الشبو وأضراره مكتوبة، حيث تناولنا خلال المقال خطبة كاملة الفقرات عن الضرر الكامن وراء الإدمان على المخدرات.