بحث عن السحر وأنواعه وحكمه في الإسلام كامل مع المراجع

بحث عن السحر وأنواعه وحكمه في الإسلام كامل مع المراجع، يُعدّ السحر من أعظم المحرمات وأشد الموبقات التي تنتشر بين الناس، فما هو إلّا ما يتخذّه السحرة من عُقد وأدوية ونفث في العقد، والتي يتلقونها من الجن والإنس من أجل ضرر الآخرين، ومن خلال هذا المقال سوف يُقدّم موقع بحثًا عن السحر، وبيان العديد من الحيثيات المتعلقة به.

مقدمة بحث عن السحر

لا يمكن وصف السحر إلّا بأنّه منكر وشرك، لأنّ الساحر لا يتوصل لسحره إلّا عن طريق الشياطين والتقرب إليهم، وقد يصل به الحال في بعض الأحيان لعبادتهم من دون الله تعالى، وقد وضحّ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأنّ السحر من الموبقات السبع، ويجدر بالذكر أنّ السحر يؤدي بصاحبه إلى الكفر، ويهدم البيوت العامرة، ويُشتت الأزواج والعائلات، والمسلم العاقل لا يجرّ نفسه وراء تكهنات السحرة وشياطينهم التي لا فائدة منها سوى غضب الله تعالى وضياع العديد من الأشخاص الذين لا ذنب لهم.[1]

بحث عن السحر

يُعدّ السحر من أشدّ الذنوب وأعظمها على الساحر، ومن يتجه إليه من أجل عمل السحر، فقد وُجدّ السحر منذ زمنٍ طويل، وعُرف به بنو إسرائيل الذين ذُكروا في القرآن الكريم، وهم الذين تحدوا سيدنا موسى عليه السلام بسحرهم الذي أبطله الله، وقد ورد عن رسولنا الكريم العديد من الأحاديث التي تُحرّم الذهاب إلى السحرة والكهنة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافًا أو كاهنًا، يؤمنُ بما يقولُ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ)[2]، وفي سطورنا التالية نُدرج بحثًا متكاملًا يتحدث عن مفهوم السحر، وأنواعه، وغيرها من المعلومات المختلفة:

ما هو السحر

يُعرّف السحر لغةً بأنّه صرف الشيء عن وجهه، أمّا عن مفهوم السحر اصطلاحًا وشرعًا، فقد عرفّه ابن قدامة على أنّه “عزائم ورقى وعُقَد يؤثر في القلوب والأبدان، فيُمرض ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه”، أمّا عن رأي الرازي في توضيح مفهوم السحر، فقد عرفّه على أنّه ” كل أمر خفي سببه، وتُخِيِلَ على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخُدَع”، والاختلاف واضح ما بين هذين التعريفين لمفهوم السحر، إذ أنّ ابن قدامة أشار في تعريفه إلى أنّ السحر حقيقة، بينما أظهر الرازي من خلال تعريفه للسحر بأنّه خيال وتكهنات لا أصل لها من الحقيقة، ويأتي الاختلاف في مفهوم كلّ منهما للسحر إلى الاختلاف في المذهب الذي يتبع له كلٍ منهما، ويجدر بالذكر أنّ أهل السنة والجماعة اتفقوا على أنّ السحر حقيقة.[3]

ما هي أنواع السحر

يُعدّ السحر بكافة أنواعه من الكفر والشرك والضلال، ومن فعل السحر أو صدقّ به فقد نقص إسلامه، ونُدرج في ما يأتي نبذة عن بعض أنواع السحر:

• سحر الكواكب: وهو السحر الذي يستعان فيه بالكواكب، ومن أشهر من يُمارسون هذا السحر هم الكلدانيون وأهل بابل وغيرهم.
• سحر الأرواح: يكون هذا النوع من السحر بالاستعانة بالأرواح الأرضية، وهم شياطين الجن.
• سحر الشعبذة: يدلّ هذا النوع من السحر على أن البصر قد يخطئ ويشتغل بشيء معين دون سواه.
• سحر العقد: يكون هذا السحر من خلال العقد والنفث فيه، ويكون النفخ مع ريق خفيف.

حكم السحر في الإسلام

إنّ تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام شرعًا في ديننا الإسلامي، وقد اختلف أهل الفقه والدين في تكفير الساحر، فمنهم من قال بأنّه كافر واستدلوا على ذلك من قوله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)[4]، والبعض الآخر من أهل الدين أشاروا إلى أنّ الساحر لا يُكفّر إلّا إن فعل ما يوجب الكفر.

آثار السحر على الأفراد والمجتمع

نُدرج في ما يأتي عدد من آثار السحر على الأفراد والمجتمع:

• يُؤدي السحر إلى تفريق المرأة عن زوجها وتفريق الزوج عن زوجته، وذلك حتمًا يؤدي إلى فساد الأسر، وفشل الحياة الزوجية.
• إصابة المسحور بحالة من الشرود والذهول والنسيان والهبل والخبل، وذلك يؤدي حتمًا إلى عدم مقدرته على التحكم في نفسه.
• إصابة المسحور بالمرض، ويجدر بالذكر أنّ سحر المرض يختلف عن الأمراض العضوية، ومن الممكن انتقاله من عضو لآخر دون أسباب محسوسة.
• انقلاب السحر على الساحر، فقد يُعمل السحر من أجل المحبة، إلّا أنّه قد يتسبب بكراهية المسحور لكل من حوله من الأشخاص.

قصة سحر النبي عليه الصلاة والسلام

ذُكر في ما وردنا من السنة النبوية الشريفة أنّ رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تعرضّ للسحر، ويصح ذلك من خلال الحديث المروي عن السيدة عائشة في قولها: (سُحِرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى كانَ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما يَفْعَلُهُ، حتَّى كانَ ذَاتَ يَومٍ دَعَا ودَعَا، ثُمَّ قالَ: أشَعَرْتِ أنَّ اللَّهَ أفْتَانِي فِيما فيه شِفَائِي، أتَانِي رَجُلَانِ: فَقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقالَ أحَدُهُما لِلْآخَرِ ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ قالَ: مَطْبُوبٌ، قالَ: ومَن طَبَّهُ؟ قالَ لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، قالَ: فِيما ذَا، قالَ: في مُشُطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قالَ فأيْنَ هُوَ؟ قالَ: في بئْرِ ذَرْوَانَ فَخَرَجَ إلَيْهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ: نَخْلُهَا كَأنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ فَقُلتُ اسْتَخْرَجْتَهُ؟ فَقالَ: لَا، أمَّا أنَا فقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وخَشِيتُ أنْ يُثِيرَ ذلكَ علَى النَّاسِ شَرًّا ثُمَّ دُفِنَتِ البِئْرُ).[5]

العلاج من السحر

يمكن علاج السحر بعدد من الطرق والتي نُدرج منها:

• استخراج السحر وإبطاله: وقد دلّ الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد على مكان السحر، فاستخرجه من بئر، وقد كان في مشط ومشاطة، فلما أبطله رسول الله ذهب ما به من أذى.
• الاستفراغ: يجدر بالمسحور الاستفراغ في المكان الذي يصل إليه أذى السحر، إذ أنّ للسحر تأثيرًا في الطبيعة، فإذا ظهر أثره في عضو، وتمكنّ المسحور من استفراغ المادة الرديئة من العضو؛ فهذا حتمًا أمرًا نافع، ويُخلصّه من السحر بإذن الله.
• العلاج بالقرآن: يمكن للمسحور أن يدق سبع ورقات من السدر الأخضر بين حجرين، ثم يصبُّ عليهما ما يكفي لغسل جسمه بالماء، ويقرأ على هذا الماء آية الكرسي، وسورة الكافرون، وسورة الصمد، وسورة الفلق، وسورة الناس، وآيات السحر.

 التحصينات الشرعية من السحر

يجدر بالمسلم تحصين نفسه دومًا صباحًا ومساءً لئلّا يتعرض للسحر وما شابهه من أذى، وذلك بإذن الله تعالى، ونُدرج في ما يأتي عدد من التحصينات الشرعية من السحر:

• التوحيد الخالص لله تعالى وهو توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
• الإخلاص التام لله تعالى، فالمخلص لله لا يمكن للشيطان إغواؤه.
• المحافظة على أداء الصلوات اليومية المفروضة في جماعة.
• التوبة النصوح والتخلص من الآثام، فمن أسباب التخلّص من المصائب هو الاستغفار والبعد عن الذنوب والمعاصي.
• الالتزام التام بأذكار الصباح والمساء.

خاتمة بحث عن السحر

هكذا الآن نكون قد أنهينا تقريرنا، حيث سرَدنا في الكلام فيه التعريف بالسحر بشكل تفصيلي، وذلك من خلال التطرّق لتوضيح مفهومه، وأنواع المختلفة، ولم نُغفل في تقريرنا الحديث عن حُكم السحر في الإسلام، وكما ذكرنا عدد من الأضرار المترتبة على فعل السحر على الأفراد والمجتمع، ويجدر بالذكر أننّا تطرقنا في تقريرنا هذا لطرح قصة السحر الذي تعرض له سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

بحث عن السحر وأنواعه وحكمه في الإسلام كامل مع المراجع pdf

يُعدّ السحر طريقًا مباشرًا للفساد، وسبب رئيسي للضرر بين عباد الله، فضلًا عن كونه سبباً للكفر بالله سبحانه وتعالى، والخروج عن الدين الإسلامي والشرع، لذلك ذكرنا في هذا التقرير العديد من الأمور المتعلقة بالسحر، ويمكن الحصول على التقرير المذكور في هذا المقال بصيغة PDF من خلال الدخول إلى الرابط الآتي “من هنا“.

بحث عن السحر وأنواعه وحكمه في الإسلام كامل مع المراجع doc

حُرمّ السحر في كافة الديانات السماوية، فهو من الموبقات التي تؤدي بصاحبها إلى نار جهنم وبئس المصير، وقد ذُكر السحر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتحدثنا عنه في بحثنا بشكل متكامل، وقد أدرجنا في مقالنا هذا إضافة لنسخة من التقرير بصيغة ملف وورد Doc، ويمكن الحصول عليه طريق النّقر على الرّابط الآتي “من هنا“.