من هو موحد المملكة العربية السعودية
جدول المحتويات
من هو موحد المملكة العربية السعودية الذي سجل اسمه التاريخ كأحد أهم القادة العظماء، فحدث التوحيد الذي قام به، يثبت مدى حكمته وذكائه، وكيف استطاع أن يصنع علامة فارقة في حياة المملكة، وخير شاهد على مدى عظمة فعله، هو الحضارة التي نراها الآن بتَطورها ونموها وازدهارها في كافة المجالات، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نتعرف على متى تم توحيد المملكة ومن الذي قام بتوحيدها وأهم إنجازاته وصفاته وكل ما يخصه.
من هو موحد المملكة العربية السعودية
موحد المملكة العربية السعودية هو الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، وهو المؤسس الفعلي للدولة السعودية الثالثة منذ عام 1902م حيث استخلص إرث أبيه من أعدائه حكام آل الرشيد، كما أنه الحاكم الرابع عشر في سلالة آل السعود، حيث كان خلفاً لأبيه عبد الرحمن بن فيصل بن تركي المؤسس الفعلي للدولة السعودية الثانية، وكان الملك عبد العزيز ذو شخصية قوية وعبقرية للغاية، حيث تمكن من لم شمل القبائل المتصارعة في ظله، وأسس مملكة قوية يشهد لها عمرانها وتطورها الحالي على مدى عظمة مؤسسها.[1]
شاهد أيضًا: متى توحدت المملكة العربية السعودية
متى تم توحيد المملكة العربية السعودية
بالرغم من قيام الدولة السعودية الثالثة بدءًا من عام 1902م، إلى أن التوحيد الفعلي للمملكة تم بتاريخ 23 سبتمبر من عام 1932م، وذلك بموجب المرسوم الملكي الصادر عن الملك المؤسس في التاريخ ذاته، حيث أرسل منه برقيات مختلفة لكافة أرجاء المملكة لتلبية نداء الوحدة، على أم يكون دستورها القرآن الكريم وشريعتها الإسلام ولغتها هي لغة القرآن الكريم، وقد خاض الملك عبد العزيز الكثير من الحروب في سبيل توحيد البلاد، بدءاً من معركة الرياض التي قضى فيها على خصومه حكام الرشيد، إضافة إلى معاركه مع حكام إقليمي نجد والحجاز، والتي كان آخرها مع الجيش الذي كان بإمرة الشريف حسين على مشارف الحجاز.[1]
سيرة الملك عبدالعزيز باختصار
ولد الملك عبد العزيز في مدينة الرياض بتاريخ 15 يناير كانون الثاني من العام 1877م، ونشأ تحت رعاية والده الصارمة، حيث اجتمعت مجموعة من العلماء المعاصرين لتعليمه أصول الإسلام والفقه والشريعة، وسرعان ما بدأ في إظهار مجموعة رائعة من الصفات والمواهب، بما في ذلك الحكمة والشجاعة وبعد النظر والفروسية، بحيث أنه كان قادرًا على قراءة وفهم الأحداث الحالية والتاريخية لمحيطه المحلي وخارجه، وبعد سقوط الدولة السعودية الثانية التي كان يحكمها والده في عام 1891م، ترك الرياض مع أبيه فتنَقلوا من الرياض إلى قطر ثم البحرين حتى استقروا في الكويت، وبقي مع والده فيها قرابة العشر سنوات، اكتسب خلالها الصفات اللازمة للقيادة وحنكة الدولة، وبعد أن قوي ساعده، قرر استعادة حكم أجداده وأبيه من حكام الرشيد الذين تعاونوا مع العثمانيين لإسقاطه.[1]
وانطلقت هنا حقبة جديدة عندما غادر الملك عبد العزيز الكويت عام 1902م، متوجهاً إلى الرياض ليأخذ بثأره من آل الرشيد، وبكل شجاعة دك حصونهم بمرافقة 60 شخصاً فقط، واحتل قلعة المصمك التي كان يتحصنون بها، وغير هذا الحدث التاريخي خارطة الحكم في شبه الجزيرة العربية بأسرها، وبعد عدة سنوات استطاع الملك ضم كل من إمارتي نجد والحجاز والمناطق المجاورة إلى حكمه، وتضافرت جهوده حتى أسس المملكة العربية السعودية عام 1932م، وسرعان ما أنشأ فيها حكما قوياً يستند إلى القوة والحكمة والتقدم في مجالات مختلفة حديثة علمية واقتصادية وعمرانية وغيرها، وبقي في حكم المملكة حتى وفاته في عام 1953م، حيث خلفه أولاده من بعده بذات الحكمة.
صفات الملك عبدالعزيز
كان الملك عبد العزيز قائدًا أُسطوريًا، كما وصفه الكثيرين ممن عاصروه في فترة وجوده، فقد كان كان قائداً مخضرماً وحمل في شخصيته الكثير من الصفات التي جعلت منه قائداً مغواراً، فمن جهة، تربى على القيم الأخلاقية الإسلامية، فتعلم حب الله ومن خلفها حب الوطن، فهما أمران مرتبطان ببعضهما البعض، فالمملكة العربية السعودية هي أرض المقدسات الإسلامية ودين التوحيد الذي خرج من صلبها، ومن جهة أخرى، تربى الملك على الحكمة في الرأي بعد أن تنقل في عدة دول مع أبيه، فقويت شخصيته العسكرية والسياسية، بعد أن أصبح ملمًا بتاريخ أمته وحاضرها، وهذا ما جعل منه قادرًا على رسم تصورًا واضحًا لمستقبلها، فكان بذلك بعيد الأفق ومستنير الرأي وقوي البأس ومحافظاً على رباطة جأشه، وشرس الدفاع عن أمته الإسلامية وتراب وطنه، كما تربى على القيم البدوية الأصيلة، بما في ذلك الرفعة والإيثار والكرم والأصالة والسخاء والعطف والتواضع والإنسانية.[2]
مؤرخين عالميين يصفون الملك عبد العزيز
كانت شخصية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مذهلة للغاية، فكتب عنها الكثير من المفكرين والمؤرخين حزل العالم، ومن بينهم المؤرخ والبروفيسور الصيني يانغ يان هونغ، والذي قال في حقه: “كان الملك عبد العزيز من العباقرة الذين قدموا خدمات جليلة لأوطانهم بجهودهم الهائلة التي لا تعرف الكلل، وهذه الجهود، أثرت في تطور وتقدم المجتمعات البشرية نحو الهدف المنشود “، كما وصف الدكتور النمساوي فون ديزل، والذي زار المملكة عام 1926م، الملك عبد العزيز بأنه عبقري، قائلًا: “إذا علمت أن ابن سعود نجح في إنشاء إمبراطورية تجاوزت مساحتها إجمالي مناطق ألمانيا وفرنسا وإيطاليا معًا، بعد أن كان قائدًا وقاد عددًا من الرجال فقط، وبمساعدتهم استطاع استعادة الرياض عاصمة أجداده، فلا شك في أن هذا الرجل الذي يفعل ذلك له الحق في أن يُطلق عليه لقب عبقري “.[2]
أبناء الملك عبدالعزيز وخلفائه
يذكر في التاريخ أن الملك عبد العزيز كان لديه الكثير من الأبناء، والذين بلغ عددهم 36 شبلاً، و27 بنتاً، وذلك من زيجاته الكثيرة التي يذكر المؤرخين أنها بلغت 72 زوجة، ومن أبنائه، وقد خلفه في حكمه ستة ملوك انتهلُوا منه الحكمة والذكاء والصفات القيادية الهامة، وهم بالترتيب:[3]
- الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود بين عامي 1953 و1964م.
- الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بين عامي 1964 و1975م.
- الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود بين عامي 1975 و1982م.
- الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بين عامي 1982 و2005م.
- الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بين عامي 2005 و2015م.
- الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ عام 2015 وحتى الوقت الحالي.
شاهد أيضًا: تعبير عن تأسيس المملكة العربية السعودية
إنجازات الملك عبدالعزيز
بعد إعلان التوحيد منذ عام 1932م، حرص الملك عبد العزيز على تنمية المملكة العربية السعودية في مجالات عدة، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:[3]
- على صعيد الحج: أمر في بداية عهده بالاهْتمام بالحرمين الشريفين وتوُسعتهما وخدمة حجاج بيت الله الحرمين وزوار الحرمين الشريفين.
- على صعيد البنى التحتية: أمر الحكومة في مباشرة بناء البنية التحتية للبلاد، حيث عملت على إنشاء المدارس والمستشفيات وبناء القرى وتوصيل الخدمات بينها.
- على الصعيد الاقتصادي: أمر بتأهيل التربة واستكشاف مياه الري من أجل دعم الزراعة، وتماشيا مع الرغبة في تقدم البلاد، بدأت في عهده عمليات التنقيب عن النفط في عام 1933م في بعض أراضي المملكة.
- على الصعيد الداخلي والعربي: اتبع الملك نهج الشفافية في التعامل مع القضايا التي تهم بلاده ومحيطه العربي والإسلامي، كما كان مساهماً في في حركات الاستقلال العربية.
- على الصعيد الخارجي: اهتم الملك عبد العزيز بالشؤون الخارجية بقدر اهتمامه بالشؤون الداخلية، فتعامل مع جميع دول العالم بدبلوماسية رفيعة المستوى، مع مراعاة استقلالية المملكة في رأيها واختيار طبيعة علاقاتها مع جميع الدول، دون المساس بمكانتها الدينية والحضارية والثقافية.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان من هو موحد المملكة العربية السعودية، والذي تعرفنا من خلاله على توحيد المملكة ومن قام بتوحيدها، كما تعرفنا على سيرة الملك عبد العزيز وصفاته وانجازاته وأبنائه والحكام الذين خلفوه.