ماذا نقول عند السجود في القرآن
جدول ال
ماذا نقول عند السجود في القرآن ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن نجيب عليها، والسجود في اللغة هو مصدر سَجَد، وأصله الخضوع والتذلُّل، وفي الاصطلاح هو وضع الجبهة بأكملها أو بعضها على الأرض، أو ما اتَّصل بها من الأسطح الثابتة المستّرة على كيفية معيّنة، والتلاوة هي قراءة القرآن الكريم، وعليه فإنّ سجود التلاوة هو السجود الذي يؤدّيه الإنسان بسبب قراءته لآية تتضمَّن سجدة، أو سماعه لها.
ماذا نقول عند السجود في القرآن
ورد في السّنّة النبويّة أنّه يُقال في سجود التلاوة: “سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين”، وجاء ذلك في الحديث الشريف الذي ترويه السيدة عائشة رضي الله عنها: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولُ في سجودِ القرآنِ بالليلِ سجدَ وجهي للذِي خلقهُ وشقَّ سمعهُ وبصرهُ بحولهِ وقوتهِ”[1]، وأجاز بعض العلماء أن يقول: سبحان ربي الأعلى مثلما يفعل في سائر السجود، قال الإمام النووي: ويستحب أن يقول في سجوده: “سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته”. وأن يقول: “اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا واجعلها لي عندك ذخرًا، وضع عني بها وزرًا، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام”. ولو قال ما يقول في سجود صلاته جاز، ثم يرفع رأسه مكبرًا كما يرفع من سجود الصلاة.[2]
شاهد أيضًا: حكم سجود التلاوة بدون وضوء
كيف تسجد سجدة القرآن
سجود التلاوة سجدة واحدة بتكبيرين، الأوّل يكون عندما ينزل الإنسان للسجود، والثاني عندما يرفع رأسه من سجدة التلاوة، وكون سجود التلاوة سجدة واحدة هو محلُّ اتفاق بين الفقهاء، وهيئته تكون كسجود الصلاة تمامًا في وضع اليدين والركبتين والقدمين والأنف والجبهة على الأرض، وإبعاد المرفقين عن الجنبين، والبطن عن الفخذين وتوجيه الأصابع نحو القبلة، وغير ذلك من الشروط المنصوص عليها في كتب الفقه.[3]
شاهد أيضًا: كم عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم
حكم سجود سجدة القرآن
قرّر أهل العلم أنّ حكم سجود التلاوة هو سنة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يستحب لكلّ من مرَّ على آية فيها سجدة، سواء كان قارئًا أو مستمعًا لها أنْ يسجد سجدة واحدة، ولا يأثم المسلم بتركها، ولكنّه يكون قد حرم نفسه من ثوابها، وعدّ الفقهاء سجود التلاوة واجبًا في حقّ المأموم إذا سجد الإمام، وهذا الوجوب ليس لكونها واجبةً بذاتها، ولكن لأجل أنّ متابعة المأموم للإمام واجبة، ويستحبّ للمسلم أن يقتدي بما أُثِر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قوله في سجودِ التلاوة، وصيغته: “سجدَ وجهي للَّذي خلقَه، وشقَّ سمعَه وبصرَه بحولِهِ وقوَّتِه”[1]، فإنْ لم يحفظ هذه المناجاة جاز له أنْ يقول فيها: سبحان ربي الأعلى كما في سجود الصلاة، كما يشرع له أنْ يدعو ويناجي بالأذكار المأثورة بالسجود، وقد ذهب جمهورُ العلماءِ إلى أنّ سجود التلاوة مشروع في الصلاة المفروضة أو النافلة، وكذلك في الجهرية والسّرية منها، ولكن يستحسن للإمام أنْ ينبّه المأمومين على سجود التلاوة في الصلاة السّرية قبل الشروع بالصلاة، وذلك خشية أنْ يستشكل على بعضهم ذلك.[4]
فضل سجود القرآن وشروط صحته
جاء في فضيلة سجود التِّلاوة أو سجود القرآن وعظيم أجرها ما يدفع المسلم للمحافظة عليها، حيث قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إذا قرأ ابنُ آدمَ السَّجدةَ فسجد، اعتزلَ الشَّيطانُ يبكي، يقولُ: يا وَيْلَهُ، أُمِرَ بالسُّجودِ فسجَدَ؛ فله الجنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجود فعصيْتُ؛ فلِيَ النَّار”، وذكر أهل العلم أنّه لا يغني عن سجدة التلاوة شيء من الذّكر أو التَّسبيحِ كما هو مشتهر عند بعض الناس؛ فهذا يحتاج إلى دليل، لذا فالأصل بالمسلم أنْ يسجد سجود التلاوة مأجورًا، أو أن يتركه بلا إثم ولا حرج، غير موزور، كما جاء عن عمر رضي الله عنه أنّه قرأ سورة السجدة مرتين في خطبة الجمعة؛ فمرة سجد، ومرة ترك، وذهب كثير من أهل العلم إلى اشتراط الطهارة، واستقبال القبلة، وستر العورة لسجودِ التلاوة، ولكنْ عارَضَهم في ذلك بعضُ العلماءِ، فقال الإمام الشَّوكاني رحمه الله: “ليس في أحاديثِ سجودِ التِّلاوةِ ما يدلُّ على اعتبارِ أنْ يكونَ السَّاجدُ متوضِّئًا”، ولكنّهم استحبّوا ذلك.[5]
شاهد أيضًا: كيفية أداء السجدة عند قراءة القرآن
مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم
جاء في الخبر عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه علمّ أصحابه مواضع الآيات التي فيها سجود تلاوة، وهنّ خمس عشرة سجدةً في القرآن الكريم، في سورة الحجّ منهنّ سجدتان، حيث تضمّ سورة الأعراف السّجدة الأولى، مرورًا بسورة الحجّ التي تحتوي سجدتين، وانتهاءً بسورة العلق التي تنتهي آياتها بسجدة، ومواضع الآيات على الترتيب: الأعراف: 206، الرعد: 15، النحل: 49، الإسراء: 107، مريم: 58، الحج: 18، الحج: 77، الفرقان: 60، النمل: 25، السجدة: 15، ص: 24، النجم: 63، الانشقاق: 21، العلق، 19.
وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال ماذا نقول عند السجود في القرآن، وبيّنا كيفيّة سجود التلاوة أو سجود القرآن، وذكرنا حكم هذا السجود، وما هو فضل سجود التلاوة أو سجود القرآن وما هي شروط صحته.
المصدر: السعادة فور