الحكمة من قلب الرداء في صلاة الاستسقاء
جدول ال
الحكمة من قلب الرداء في صلاة الاستسقاء ، من المواضع التي سيتم التعرف عليه في هذا المقال ، فمن الجدير بالذّكر أن صلاة الاستسقاء هي الصلاة التي يؤدها العبد جماعة مع الآخرين لطلب الغيث والسقيا من الله تعالى، وفيما يأتي تفاصيل ذلك.
صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يدعو العبد الله تعالى أن يرزق عباده من مائه في زمن القحط ويقوم به جماعة من المسلمين في المسجد أو في الصحراء أي في خارج المسجد وهو خير وأحب، وصلاة الاستسقاء ليس لها وقت محدد، لكن يجوز للمسلمين بأدائها في أي وقت، فيما عدا الأوقات المحرمة والمكروهة، حيث يخرج الإمام مع جماعة المسلمين ويصلي ركعتين، ثم يوعظ الإمام الناس ويدعو الله أن يطيعوا الأمر ليساعدهم في المطر وأن يرحمهم سبحانه، وصلاة العيد شبيهة بأحكام صلاة الاستسقاء، يدعو الله أن ينزل للعباد الماء، وهي جائزة في كل زمان ومكان.
الحكمة من قلب الرداء في صلاة الاستسقاء
إن الحكمة من قلب الرداء في صلاة الاستسقاء هي: تحويل الرداء في الاستسقاء سنة من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ويُقال أنها لتبديل الحال إلى آخر، حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ” ، وهذا هو رأي جمهور الفقهاء وقد خالف في ذلك الحنفية.
واختلف الفقهاء المعاصرون فيمن يرتدي ملحفة عند رقبته، أو غطاء يضعه على رأسه، كالشماغ أو الطاقية، هل يشمله استنان قلبه وتحويله عند الاستسقاء، على قولين:[1]
- يستحب قلب ” الشماغ ” كما يستحب قلب الرداء، حيث قال الشيخ ابن باز رحمه الله: “والسنة أن يحول الرداء في أثناء الخطبة عندما يستقبل القبلة، يحول رداءه ، فيجعل الأيمن على الأيسر إذا كان رداءً أو ” بشتًا ” أي عباءة.
- لا يستحب قلبه مما يعنه لا يشمله الحكم، لاختلاف الشماغ عن الرداء الذي حوَّله الرسول صلى الله عليه وسلم، والسبب في ذلك أن الأقرب أن الشماغ له حكم العمامة، وليس حكم الرداء، ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قلب عمامته، وإنما رداءه فقط.
شاهد أيضًا: كم عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء
حكم صلاة الاستسقاء
إن الحديث عن وصف صلاة الاستسقاء يؤدي إلى الشروع في الحديث عن حكم صلاة الاستسقاء، حيث تصبح الأرض قاحلة وتغلق السماء ويتأثر الناس بالجفاف والشحوم، والجفاف فيسنّ لهم صلاة المطر سائلين الله تعالى أن يخرجهم من بركاته ومن طيبته ومن خيره الكثير طالبين الماء منه، حيث كان المسلمون يخرجون مع إمام ويصلون في الساحة أو في المسجد ويدعون الله ويرجونه، وصلاة المطر سنة ثبت فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى في أصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين.[2]
فضل صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء لها فضل عظيم وأجر كبير بإذنه عز وجل، فهي تعيد العبد إلى الصراط المستقيم إذا ضل عنه وعمل في أمور الدنيا، يذكره أن الله هو عائلته وعونه، ويذكره أن العبد في حاجة دائمة إلى ربه في جميع مجالات حياته، وأن صلاة الاستسقاء هي باب الاستغفار، وفتح التوبة لمن يطلبها، لأن المصيبة لا تأتي على المصلين إلا لما اقترفوه من معصية، أو من إثمهم، وتأتي رحمة الله تعالى، ثم يهديهم على ذلك إلى طريق التوبة ليعودوا إلى الله ويستغفرون لما أخطأوا ويذكروا أنه لا خير ولا نفع ولا عزاء إلا بطاعة الله فيما أمره ونهى. ليس للعبد نصير ولا معين غيره تعالى، فينبغي للمسلمين أن يثابروا على الاستغفار والدعاء، وهذا لا يزيل العذاب والظلم عن العبيد إلا التوبة والبحث عن المغفرة.[3]
اقرأ أيضًا: هل يستحب الاذان لصلاة الاستسقاء
شروط صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء لها شروط معينة حتى يتم أداؤها على أحسن وجه وأن تنال الثواب والنفع بإذن الله تعالى، ومن شروطها أنها تتطلب الطهارة كأي صلاة أخرى في اللباس والجسد والمكان، وهي خير للإمام ويستحب أن يخصص له الأمر يومًا حتى يستعد له الناس ليعودوا إلى الله ويستغفرونه ويستغفرون، ويقدمون الصدقة والعمل الصالح، ومن أهم شروط ذلك وقوع الفريضة التي تقتضي أداء هذه الصلاة، وهذه الصلاة لا تجوز ولا تحجز لها، والأفضل أداؤها في مكان خارج المسجد أي مفتوح وفارغ.
إلى هنا نكون قد بينا الحكمة من قلب الرداء في صلاة الاستسقاء ، بالإضافة إلى العديد من الأمور المتعلقة بصلاة الاستسقاء؛ كفضلها وكيفيتها والأوقات التي تؤدى بها، وتعريفها تعريفًا دقيقًا ومفصلًا.
المصدر: السعادة فور