صحة حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة ابن باز
جدول المحتويات
صحة حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة ابن باز وأفضلية تبليغ النـاس بشهر رمضـان المبارك قبل أوانه، هو ما يجب التبيّن منه والتأكد، وذلك أنّ الكثير من الأقوال والروايات يتبادلها الناس فيما بينهم، مع اقتراب شهر رمضان المبارك، والتي تحمل معها معاني فضل التبليغ عن الشهر المبارك وينسبها العامّة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويهتمّ موقع ببيان الحكم على حديث من بلـغ الـناس بموعد رمضان ابن باز.
حديث من بلغ الناس بموعد رمضان
شاع بين الناس من عامّة المسلمين الكثير من الرسائل والأحاديث التي يتبادلونها فيما بينهم مع اقتراب شهر رمضان المبارك، كمن يرسل للناس قول: “من بلغ الـناس بمـوعد رمضـان بلغه الله الجنة” أو قول: “من بلغ الناس بشهر رمضان حرمه الله على النار” وغيرها من الأقوال والتي قيل أنّها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سيتمّ التعرف على صحـة حـديث من بلـغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة ابن باز.
صحة حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة ابن باز
إنّ حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة مكذوبٌ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديثٌ باطل لا وجود له لا في كتب السنة ولا في كتب التفسير، ولم يذكره أحدٌ من أهل التفسير ولو في إشارةٍ إلى ضعفه، أو من باب التنبيه لعدم صحته، ولم يذكر حتّى في تصنيفات الأحاديث الموضوعة، وهذا يدل على أنّه وضع حديثًا، وقد ذكر ابن الجوزي قوله: “ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع، ومعنى مناقضته للأصول: أن يكون خارجًا عن دواوين الإسلام من المسانيد والكتب المشهورة” فلا يجوز نشره ولا تداوله ولا العمل بمقتضاه ولا الاعتقاد فيه، وعلى كلّ مسلم أن يحذر من الكذب على رسول الله فهو من الأمور التي توجب النار على العبد والله ورسوله أعلم.[1]
هل يوجد فضيلة في تبليغ الناس بموعد رمضان
ببيان صحة حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة ابن باز، فإنّ من المهم بيان قول أهل العلم في فضيلة إخبار الناس وتبليغهم بشهر رمضان قبل أوانه، وقد أوضح أهل الفقه والعلم أنّه لم يرد أيّة نصوصٍ شرعية لا في كتاب الله جلّ جلاله، ولا في سنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم تفيد بوجود أيّة أفضلية لمن يبلغ الناس ببلوغ شهر رمضان، فلا يوجد ما يشير إلى أنّ الله سبحانه وتعالى يحرّم عليه النار، ولا يوجد ما يشير إلى أنّه تجب له الجنّة أو له حسنات، ولا صحّة لكلّ الرسائل التي يتمّ تداولها بين الناس، وهي كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن المهم للمسلمين الابتعاد عن نشر هذه الأكاذيب.[2]
أحاديث لا تصح عن رمضان
بمعرفة صحة حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة ابن باز، فإنّ الكثير من الأقوال تدور على ألسنة العوام من الناس، في شهر رمضان والتي ينسبونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير علمٍ ويجهل منهم، ومن تلك الأحاديث التي لا تصحّ ما سيتمّ ذكره فيما يأتي، وهي كلّها أحاديث منكرة:[3]
- “شهر أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”
- “لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنّت أمتي أن تكون السّنة كلها رمضان، وإنّ الجنّة لتتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول”.
- “خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله تعالى صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه…”.
- “أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”.
- “لا تقولوا رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان”.
بهذا نصل لختام مقال صحة حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة ابن باز، وقد بيّن المقال إن كان هنالك أفضلية للتبليغ عن شهر رمضان قبل أوانه، وأشار للعديد من الأحاديث المنكرة التي لا تصحّ عن شهر رمضان المبارك.